الانتخاب ليس أمرا جديدا على الجزائريين، فهي ثقافة إكتسبوها منذ سنوات، ويحرصون على عدم تفويت أي موعد انتخابي للتصويت بكل حرية ونزاهة، سواء كان استفتاء أو تشريعيات أو رئاسيات، من منطلق أنه واجب وسلوك حضاري في مناخ ديمقراطي فتي.
والشباب هي الفئة المعنية أكثر باستحقاق هذا العام، لاختيار الشخص الذي يستجيب برنامجه لتطلعاتها وطموحاتها، لأن إقبالها على صناديق الاقتراع سيساهم في صنع مستقبل البلاد، وهي ممارسة تغرس في هذه الفئة روح المواطنة وتعزز التجربة الديمقراطية، ويشعر الشاب من خلال إدلائه بصوته بالانتماء للوطن، خاصة الذين ينتخبون لأول مرة.
عوامل كثيرة سترجح كفة المشاركة القوية للشباب في انتخابات هذا العام، أولها أن الاستحقاق رئاسي، يأتي في ظروف استثنائية مغايرة داخليا وخارجيا، وثانيا المنافسة الشديدة بين المترشحين الستة خلال الحملة الانتخابية، التي عرفت تجمعاتها حضورا جماهيريا شبانيا لابأس به، تم فيها شرح البرامج وقدمت فيها البدائل وعرضت فيها الاقتراحات وطرحت العديد من الوعود، كما لم تخل مواقع التواصل الاجتماعي من تبادل للصور والفيديوهات الخاصة بالحملة، ونقاشات حادة حول الحدث، عبرت عن المستوى الرفيع الذي بلغه الشاب الجزائري في احترامه للرأي المخالف، وميله للاختيار الديمقراطي الحر عبر صندوق الاقتراع، الذي سيحدد بعد غد الرئيس القادم للبلاد في عرس انتخابي كبير، سيكون محل أنظار الأشقاء والأصدقاء والأعداء، وهي فرصة ليقدم الشاب الجزائري صورة حضارية تعكس النضج السياسي الذي بلغه، ومدى اعتزازه بالانتماء لهذا الوطن الذي هو في حاجة إليه أكثر من أي وقت مضى.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.