ليست الجزائر وحدها من يستعد لتنظيم انتخابات رئاسية، فالحدث المصيري ذاته، تعيشه العديد من الدول وتستعد له بشغف الكثير من الشعوب، ليصدق من يقول بأن عام ٢٠١٤ هو بالفعل عام الانتخابات الرئاسية في المنطقة.
ستة اسحقاقات مفصلية ستجري تباعا خلال الأشهر القادمة، تتقدمها استحقاقات الجزائر، وتليها الرئاسيات في لبنان المفروض إنجازها قبل ٢٥ ماي المقبل.
لكن، ورغم أن أسماء المترشحين لبلوغ قصر بعبدا قد بدأت تُكتشف تباعا، إلا أن الغموض مازال يكتنف هذا الموعد الهام بالنسبة للبنان الواقع تحت تأثير أوضاع داخلية وإقليمية حسّاسة، الأمر الذي يجعل البعض يشّك في تنظيم الانتخابات في موعدها.
الاستحقاقات الثالثة سيشهدها العراق، ورغم أنها عامة وليست رئاسية إلا أنها ستمكّن من تحديد هوية رئيس الوزراء المقبل، وهو الحاكم الفعلي في بلاد الرافدين الذي عليه أن يقود أكثر البلدان العربية عنفا ومواجهة للتحديات الاقتصادية، والسياسية الصعبة.
رابع موعد انتخابي مصيري في المنطقة هو المقرّر في مصر نهاية ماي القادم.
وتشير جل الاستقراءات إلى أن عبد الفتاح السيسي الذي نزع بزة العسكر ولبس بدلة مدنية، هو المرجّح للفوز فيها، لكن مهمته سوف لن تكون سهلة بل على العكس إذ عليه إعادة الأمن المفقود لأرض الكنانة، ومداواة اقتصادها واستعادة دورها الريادي.
خامس موعد انتخابي، سيكون الرئاسيات السورية المفروض تنظيمها في الصائفة القادمة وبالنظر إلى وضعها وظروفها الشاذة، فإن الانتخابات السورية تتأرجح بين احتمالين.
أما الأول فأن تجري برغم رفض وطعن المجتمع الدولي في شرعيتها، وستكون محصورة بين السوريين في الداخل، أو تؤجل لصعوبة تنظيمها لأسباب عملية ولدواعي أمنية، وفي هذه الحالة قد تمدّد ولاية الأسد وهذا استنادا إلى نص الدستور.
أما سادس انتخابات حتى وإن لم تكن في البلدان العربية، فهي غير بعيدة عنها وستجري في تركيا، حيث سيخوضها رجب طيب أردوغان من موقع قوّي بعد انتصاره في الانتخابات البلدية قبل أيام.
مجموع هذه الاستحقاقات والمواعيد هامة ومصيرية لأنّها توّضح معالم الخارطة السياسية في المنطقة وتعيد تحديد الأحجام والأدوار.
وقبل ذلك وبعده، فإن أهميتها مرتبطة بتحقيقها لتطلعات الشعوب ومواجهتها لتحديات المرحلة وهي بالفعل صعبة وخطيرة.
إستحقاقات وآمال
فظيلة دفوس
07
أفريل
2014
شوهد:583 مرة