تعيش الجزائر موعدها الانتخابي لـ١٧ أفريل، والعد التنازلي لهذه الحملة يدخل يومه ١٧، وتتزايد وتيرة النشاط واحتلال المواقع عبر الولايات والدوائر وحتى بديار الغربة، ويسطع نجم المؤيدين والمتعاطفين لهذه البرامج التي جاء بها المترشحون ٦ قصد الظفر بقصر المرادية.
يميزهم في هذا الحراك التنافس الطبيعي بين كل المترشحين، كل حسب البرنامج الذي يراه هو الأنسب لجزائر ما بعد ١٧ أفريل.
لكن ما شهدته عاصمة الحماديين من أعمال شغب وعنف وفوضى أساءت كثيرا لمدينة بجاية، لما تحمله هذه الولاية من تاريخ حافل بالإنجازات والعطاءات، سواء تعلق الأمر بالتاريخ، الثقافة، السياحة، أو بكل مناحي الحياة، فالمؤسف أن يغدو الاختلاف في الرأي تطرّفاً يمس أو يهين مؤسسات ثقافية لها حضورها في المشهد الثقافي ولها رسالتها المتميزة، من خلال ما تقدمه من برامج للمثقفين المحليين أو الزوار ومساهمتها في تنشيط الفعل الثقافي والتربوي وإعادة بعث التراث من جديد.
ان تبني الديمقراطية كنظام خاضت فيه أمم سبقتنا قرونا وقرون، لم تكن وليدة اللحظة والليلة، وبالتالي فإن تجربة الديمقراطية في الجزائر مازالت فتية لندعها تكبر وتكبر، بيننا كنظام نتبناه ونرعاه بالوسائل السلمية لا بالعنف والفوضى.
فهل حرق وتدمير هيكل ثقافي، كلف خزينة الدولة مبالغ باهظة واستغرق إنجازه سنوات، ليتحول في لحظة طيش إلى أثر بعد عين وإلى هيكل مهترئ لاروح فيه، فعل حضاري؟
إن السلوكات المشينة غير الحضارية التي شهدتها غرداية وحاسي مسعود وتشهدها بعض المناطق الأخرى من الوطن إثر نشاطات قام به المترشحون أو ممثلوهم هي ليست من خصالنا، ولا من أخلاق الجزائريين، خاصة ونحن في آخر أسبوع من عرسنا الانتخابي،لنترك اختلافاتنا جانبا ونستمع إلى صوت الضمير الذي ينادينا لبناء الجزائر بسواعد أبنائها جميعا.
الجزائر تبنى بسواعد أبنائها
يكتبــه: نـورالديـن لعــراجي
06
أفريل
2014
شوهد:686 مرة