يعلّق المواطنون في الجزائر العميقة آمالا عريضة على المترشّحين الـ ٦ لرئاسيات ١٧ أفريل في التكفل بانشغالاتهم اليومية التي طالما كانت محل مطالبهم المتكرّرة في كل مناسبة تتاح لهم بسبب انعدام التواصل مع المنتخبين في المجالس الشعبية البلدية والولائية، وغياب آليات لمتابعة المشاريع في الميدان، خاصة تلك التي هي في طور الإنجاز.
وعلى غرار ما اقترحه هؤلاء الفرسان في برامجهم من أفكار جديرة بالتنويه نظرا لمحتواها القابل للتطيبق ميدانيا، فإنّ المواطن في الأرياف وبالخصوص في المناطق النائية يأمل في أن تتغيّر أساليب العمل في الواقع بإبعاد كل ما يعانيه يوميا من صعوبات إدارية، ورفض الاستماع إليه ورفع عنه كل مظاهر الإهمال والتسيب واللاّمبالاة. ما نقوله قد لا ينطبق على المدن الكبرى، بحكم أنّ هناك ما يعرف بلجان الأحياء والجمعيات التي تعتبر همزة وصل في نقل مشاكل الناس إلى الجهات المعنية، بل أنّ الأمر يتوجّه إلى البلديات الواقعة في نقاط بعيدة، لا يجد المواطنون هناك أي تكفل صحي أو ضمان النقل أو إيصال المياه أو سكن ريفي. كل النّداءات الصّادرة عن هؤلاء الأشخاص لا تجد آذانا صاغية، مجرد صيحة في واد..ما تزال هناك مسالك ترابية بدلا من الطرقات، وليس هناك قنوات الصرف الصحي، ومؤسسات تربوية قريبة من فضاءات هؤلاء، وغيرها من الهياكل الحيوية التي تقدّم تلك الخدمات الضرورية.
هذه الانشغالات ترد يوميا على لسان هذه الجهات من الوطن، لكنها لم تجد الحلول الموجودة حتى الآن، لذلك من حين لآخر لا يندهش المرء من وقوفه على احتجاجات كقطع الطرقات وغيرها، لأنه ليس هناك أي حوار ما بين المسؤولين المحليين الذين لا يخرجون من مكاتبهم، ويرفضون حتى التحاور مع الآخر. هذه القطيعة هي التي أدّت إلى هذه التشنّجات انعكست على نفسية المواطن بشكل مخيف خاصة التجاوزات في إعداد قوائم السكنات، عدم استكمال مشاريع إدخال الغاز والكهرباء، والتماطل في برمجة قضايا ملحة وذات أولوية على مستوى ما يعرف بالمداولات.
هذه السّلوكات يأمل المواطن أن تزول نهائيا مع الرئيس القادم، فلا يحقّ لهؤلاء المنتخبين المحليين أن يعرقلوا مسار التنمية في البلديات والولايات.
تغيير أساليب العمل
جمال أوكيلي
06
أفريل
2014
شوهد:583 مرة