أثبت وباء «كورونا» للإنسانية ، قاطبة بكل دياناتها السماوية والوضعية، بأن الانسان هومجموعة من الاحاسيس والمشاعر موزعة بين الفرح والقرح ، الأمل والخيبة ، المرض المزمن والتعافي ، الفقر والغنى ، العالم والجاهل ، المحظوظ والمحظوظ عنه، السيد والعبد ، الكهل والفطيم، ... كل هذه الثنائيات تصنع الفارق في الحياة، فتجعلها غير متساوية ، طبقية ومركزية ، تحتية وفوقية ، آمرة ومأمورة ،لكنها تتساوى امام عظمة الموت وتشترك في نفس التسابق لجينات الخوف من المنية .
تغيرت المفاهيم واصبحت الحداثة المستوردة ، تشبه سفينة نوح المغشوشة ، السفينة التي لم تستطع حتى مواجهة التنور « كوفيد 19 « ، وأغرقت الركاب الفارين من ميقات يومهم المعلوم ، ورهنت البقية العالقة بين السماء والارض الى اجل مسمى .
انتشر الوباء وعم الداء وغرقت البشرية في سكرات الاحتضار، وليس الموت القاضية ، لان الانسان المصاب بالوباء يموت قبل بعثه وهوطريح الفراش بالنفس الاخير اشكالا اخرى نفسية ، عضوية وجسدية ، يتألم لها بشكل فضيع وهويرى مصيره امام عينيه ماثلا ، ولا يستطيع الطاقم الطبي فعل اي شيء .
حين عجزت المنظومات الصحية على مواجهة البلاء ، اقرت بذلك ، ولم يكن باستطاعتها المقاومة ، رغم المحن والكوارث السالفة، وبكل ما تملكه من التجارب الكبرى في اكبر مراكز البحث ، ومخابر النوعية الرقمية البيولوجية ، حيث يبقى افتعالها للفيروس من الحقيقة ام من الخديعة فذلك شأن اخر.
الأشياء تؤخذ بخواتمها، فلوأجزم أن كوفيد 19 صناعة استخباراتية غربية ، لاستطاعت هذه الانظمة الشمولية توقيف زحفه ، خاصة وانه يفتك حتى بمواطنيها ، وسكان المعمورة ، ولا يمس الخصوم وحدهم دون الاحبة ، اما انها تدرك عواقب ذلك واستمرت في تدمير البشرية ، عن طريق حروب جرثومية ، لم يشهدها العالم ، فهي مثل الذي خرق السفينة ليغرق أهلها، حتى تأتي الاجابة من الصين وألمانيا « على لسان موسى عليه السلام في القرآن ، «لقد جئت شيئا إمرا « ، ليكون بعدها التنافس خارج اطر الاعراف ، مصداقا لقوله «فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا «
هاهي الأسباب قد عرفت وهاهي النتائج السلبية تجر بعضها بعضا ، لا ندري متى ينتهي كابوس الوجع، وفي الوقت الذي تعيش البشرية أسوأ محطة في تاريخها الانساني، إلى اليوم، وعلى عكس كل الامراض السالفة التي اصابت المعمورة ، وشفيت منها بعد ابادة جماعية ، كالطاعون ، الملا ريا ، الجدري ، وصولا الى الانفلونزا الموسمية التي لم تكن موجودة في القواميس الطبية ، سواء انفلونزا «الخنازير » أوالطيور.
جاء «كوفيد 19»، بنوعيه «أ» و»س» ، عجزت المنظومة الصحية العالمية، عن مواجهة هذا البلاء ، فأرتفع معدل الوفيات الى نسب كارثية في الاسبوع الثاني من حلقة تطور الفيروس ، وهذا ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر الحقيقي ، في حالة ما اذا وصل الى طوره الثالث ، الن تكون هذه المحطة هي الواقعة ، التي ليس لوقعتها كاذبة ولا خاطئة .