«من تعلم لغة قوم أمن شرهم”، مقولة لا تخفى على أحد، تؤكد على ضرورة الخروج من القوقعة اللغوية، بمعنى أن لا نفرض الحصار على أنفسنا تحت لواء المحافظة على اللغة الأم، هذه الأخيرة التي نزيدها حماية باعتمادنا على لغات أجنبية قوية بإمكانها أن توجه الأنظار إلى العربية، من خلال فرض الأقلام الجزائرية التي تكتب بالفرنسية نفسها في ساحة هي غريبة عليها.
صحيح أننا نسمع عن مثقفين يبحثون عن سبل الحفاظ على اللغة العربية ومنعها من الإندثار والتهميش من طرف أبنائها، لكن علينا أيضا أن نكون واعين بالدور الكبير الذي لعبه الأدب بالفرنسية في الترويج للأدب العربي، والتعريف بتلك الأسماء التي دخلت تحت جناحه، دون نسيان كلاسيكيات الأدب الجزائري، هي تلك الحقيقة التي لا يمكننا إخفاؤها ولا تجاهلها، أقلام جزائرية استطاعت أن تطرق العالمية من بابها العريض، وتحجز مكانا للكتابة الجزائرية ولو بلغة غير اللغة الأم وتقول أن الجزائر ليست بلدا عاقرا بل حبلت مرات عديدة ليكون النور مصير أبنائها الذين رفعوا التحدي من اجل البروز وخدمة الثقافة الوطنية بكل السبل.
أدباء جزائريون اتخذوا اللغة الفرنسية أداة لتحريك أقلامهم وإسالة الحبر بما يخدم أساسا الهوية والشخصية الوطنية، وإن كنا متيقنين من دور تعلم لغة قوم ما، فما بالك بالدخول في عالم كتاباتها، وبالتالي يكون هنا قلم الأديب الجزائري باللغة الفرنسية موقع قوة يضاهي أبناء تلك اللغة من أدبائها ويزاحمهم في ساحتهم، وبالفعل هذا ما حصل لكلاسيكيات الأدب الجزائري، التي هي اليوم من الكتابات المميزة في فرنسا إلا أنها وللأسف ما تزال تنتظر التحرر من قيود دور النشر الأجنبية لتكون بين أيدي القراء من أبناء وطنها.
تحدي في موقع قوة..
سميرة لخذاري
22
مارس
2014
شوهد:488 مرة