احتكر النّاخب الوطني جمال بلماضي الحدث من خلال تصريحاته الأخيرة حول حظوظ «الخضر» في حالة التأهل الى مونديال 2022، حيث أكّد أنّه لا يمكن «المشاركة من أجل المشاركة فقط»، وسار مدرب بطل إفريقيا في نفس المنطق الذي طبع تصريحاته حول «كان 2019» من خلال التركيز على التحضير الجيد والتألق في المنافسة.
هذه النظرة التفاؤلية ينقلها للاعبين في تحضير بسيكولوجي ايجابي يقدم به الإضافة الى كل عناصر الفريق، ويركز كثيرا على الاتصال مع اللاعبين والتعامل معهم باحترافية كبيرة، والكل يتذكّر «الرّوح البطولية» التي اتّسمت بها مسيرة المنتخب الوطني في كأس إفريقيا التي توّج بها.
واعترف بلماضي أنّ الطريق في التصفيات المؤهلة لكأس العالم بقطر سيكون طويلا وشاقّا، حيث أنّ كل المنافسين سينتظرون بشغف كبير مواجهة المنتخب الجزائري، بطل إفريقيا..لكن في حالة التأهل سوف نعمل على التألق ونؤمن بالمستحيل..
طرح منطقي لمدرب يعرف الطريقة المثلى التي تجعل تشكيلته في مستوى أحسن، حيث أن التصفيات لن تكون سهلة، ومن الضروري مضاعفة العمل والتوفيق في الاختيارات، حيث أن «التحسن المستمر» يكون دائما في مقدّمة تفكير الناخب الوطني..والدليل على ذلك الاستمرارية «التاريخية» التي سجلها الفريق الوطني الذي توج بكأس افريقيا، وواصل على نفس «النسق» في المقابلات الودية والتصفوية.
فنجاح «الخضر» في منعرج ما بعد كأس إفريقيا يؤكد النظرة البعيدة للناخب الوطني، الذي يعطي الأهمية لأدق التفاصيل من أجل الوصول الى النقطة التي يريدها، وقد نقل «فلسفته» الى اللاعبين الذين يردون ذلك فوق الميدان.
فالطموح الكبير الذي أعلن عنه بلماضي هو «نقلة بسيكولوجية» أخرى نحو الهدف القادم للمنتخب الوطني الذي يملك كل الامكانيات للتفوق في التصفيات، رغم صعوبتها..وفي حالة التأهل سوف يواجه «الخضر» المنتخبات العالمية بنفس «الروح» التي رأيناها في خرجات النخبة الوطنية خلال العام الماضي.
ويمكن الوصول إلى ذلك من خلال العمل المتواصل والتحسن المستمر في كل المجالات، وذلك بتركيز كلي على الهدف المسطّر.