لم تتقاعس المرأة الجزائرية وبقت حاملة راية التحدي التي كانت في يدها في السنوات الأولى من الاستقلال، حيث اعتلت الركح ووقفت إلى جانب أخيها الرجل لتحمل آهات شعب عاش الاضطهاد تحت وطأة مستدمر غاشمتواصلت مسيرة الجنس اللطيف في عالم الثقافة والإبداع، وأكدت حضورها القوي على الخشبة أمام جمهور كبير تعددت جنسياته ومواطنه وميولاته، حركات على الركح سرقت بها الأنظار وأكدت أن الجزائر ليست بلدا عاقرا بل حملت في بطنها نساء استطعن أن يخلقن عالما خاصا بهن في الفن الرابع أو ما يعرف بأبي الفنون.
ورغم الانتقادات والنظرة التي ظلت تلاحق المرأة الفنانة والمثقفة، إلا أنها لم تأبه لهذه الأراء أو تلك بل صمدت ووضعت نصب أعينها النجاح والوصول إلى قلب الجمهور والمتفرجين، الذين يتجهون إلى قاعات العرض، هذا التحدي الذي استطاعت من خلاله في السنوات الاخيرة أن تؤسس مسرحا خاص بها عاصمته عنابة، تلتقي فيه عديد الفنانات والفنانين للتعريف بالمنتوج الخاص بهذه الفئة وهذا الجنس، الذي فرض نفسه في ساحة كانت بحاجة إليه، ووقفت في وجه عادات وخصوصيات مجتمع كان لا يقبل ولوج المرأة في عالم الفن والمسرح.
وتبقى خدمة الثقافة ورفع رايتها في المحافل الدولية هي الجوهر، حيث تتميز الساحة بتضافر الجهود بعيدا عن التصنيفات التي تحمل في فحواها التفريق بين الجنسين، ووضع تسميات تجعل مستمعها أو قارئها يتكهن بوجود قطيعة في العمل الركحي، لكن اعتراف الرجل بمجهودات المرأة في عالم الخشبة واعترافها هي الاخرى بوقوفه الى جانبها في التميثل والاخراج، و.. هو الأساس حتى يقول الفن الرابع الجزائري ها أنا ذا.
الإبداع هو الجوهر
سميرة لخذاري
08
مارس
2014
شوهد:724 مرة