تتمتIع الجزائر بثراء الأفكار والأنامل التي عرفت بثقافتنا الضاربة في عمق الحضارات، هذا الإبداع الذي لم يعد حكرا على الرجل فحسب بل كان للمرأة فيه نسبة كبيرة حقّقتها وظفرت بها بعد كسرها لكل الحواجز والعراقيل النابعة من خصوصيات المجتمع الجزائري، خاصة في الفترة الاستعمارية وفي عصر بلد حديث الاستقلال.
تمكّن الجنس اللطيف من تحريك قلمه وإثراء المكتبة الجزائرية بمؤلفات تبقى مرجعا للباحثين وقدوة للشباب، الذين يكون لهم بمثابة مراجع تساعدهم في صقل موهبتهم في عالم النثر أو الشعر، هي ريشة المرأة التي استطاعت أن تحمل بها آهات إنسان في مجتمعه، أنامل استطاعت رفع التحدي لتنقل واقعها وتجسّده فنيا.
أسماء نسوية كثيرة مثّلت الجزائر أحسن تمثيل في المحافل الدولية، وعرّفت بالموروث الثقافي ليحجز مكانا له في الساحة الدولية، فمن منّا لا يسمع بـ: آسيا جبار، أحلام مستغانمي، ربيعة جلطي، زهور ونيسي، منيرة سعدة خلخال، إنعام بيوض وغيرها من الأقلام التي حفظت وجه الكتابة الجزائرية.
لم تترك المرأة المسرحية الخشبة حكرا على الرجل بل ساندت وساعدت في إنجاح كثير العروض، وهنا نتوقّف عند صونيا التي تمكّنت من خطف أنظار المشاهدين ومحبي الركح، هي حركات فنية تمكّنت المرأة بها من التأكيد على موقع الجنس اللطيف في عالم الفن الرابع، وهو الحال في السينما، دون نسيان الرشة.
كلها أجناس فنية تحدّت فيها المرأة الصعوبات وكسّرت تلك النظرة التي كان ينظر بها المجتمع إلى المرأة التي اعتلت وولجت هذه الميادين.
وتبقى المرأة تسير بخطى متسارعة لتوقف العديد من الأحكام التي تلصق بأعمالها الثقافية والفنية، والتأكيد على موضوعيتها بعيدا عن تلك الأحاسيس والسيرة الذاتية التي قيل أنّها تبصم كتاباتها، وإنما اعتمادها على الثقافة في بعض الأحيان لتكون لسان حال ينقل حقائق تتعلّق بجزء ثمين من المجتمع.
أنوثة الثّقافة والفنّ
سميرة لخذاري
01
مارس
2014
شوهد:572 مرة