كلمة العدد

وضوح الأداء

فضيلة بودريش
06 أفريل 2019

ينبغي أن يدرج تفعيل آليات مكافحة الفساد واستئصال شأفة التهرب الضريبي وفرض شفافية تسيير الصفقات ورد الاعتبار لأخلقة الحياة العامة في رواق واحد مع جهود التنمية وإرادة النهوض بالقطاعات الاقتصادية الحيوية، فلا تطور ولا إقلاع حقيقي لبناء قاعدة اقتصادية صلبة تنتج الثروة المتنوعة، بعيدا عن أعين وصرامة الرقابة والتحلي بالكثير من الشفافية، سواء على مستوى البنوك أو كل ما تعلق بسلامة وسلاسة الأداء، فلا يمكن أن تميز البنوك والمؤسسات المصرفية بين مؤسسة أو أخرى وليس من العدل أن تغدق بالقروض على متعاملين وتحرم مستثمرين آخرين من حقهم في الاستفادة من التمويل المالي.
مكافحة الفساد تبدأ بشكل تدريجي وليس دفعة واحدة لاجتثاث الأيادي الملوثة، بداية من قطع خطوات متقدمة في التوزيع العادل للثروة التي تنهي الفقر والحرمان والإقصاء والتهميش، فلا يعقل أن تنحصر خيرات المجموعة الوطنية في قبضة لوبيات تأتي على الأخضر واليابس ولا تؤمن بالنمو ولا بالمصلحة العامة، بل تفعل المستحيل لتسيطر على مصادر الثروة وتهرب الأموال من العملة الصعبة وتنشط بحرية مطلقة، وتكون الآمر والناهي في السوق، حيث تبعد منها المنافسة النزيهة وتنفر المستثمر الحقيقي. وأول الحلول المستعجلة التي من المفروض أن يبادر بها تكمن في كسر مراكز النفوذ البيروقراطي الذي لا يزال سببا رئيسيا في إجهاض جهود التنمية والمبادرات الجادة في تنويع الاقتصاد وتعميق الاستثمار، خاصة في شقه المحلي لتغيير وجه البلديات والمناطق النائية المعزولة التي من حقها أن تستفيد من خيرات الوطن وتطالها جهود النمو.
تستدعي العديد من المشاريع الهامة التي عادة ما تعرف غموضا خاصة ما تعلق بالكلفة والجانب الخاص بالجودة، أي ترتفع الكلفة بعد الانطلاق في إنجاز المشروع وتتعرض للغش وكذا عدم الالتزام بالآجال، على غرار قطاع الأشغال العمومية والاستصلاح الزراعي والبناء والسكن إلى فرض رقابة المجتمع المدني لإحباط في المهد أي مشروع تلاعب أو خطة فساد، خاصة الإطار التشريعي الذي يحمل ثغرات قانونية يتسلل من خلالها المتعاطون مع الفساد، وحتى يتضح الأداء ومنح الكفاءة الأسبقية لضمان تحقيق النجاعة المعيار الوحيد في مختلف المشاريع.
يحتل الإصلاح الضريبي أهمية قصوى في السير الحسن للمنظومة الاقتصادية وفتح أفق الاستثمار لصاحب المبادرة والابتكار، فما أحوج الجزائر اليوم إلى نظام ضريبي محفز وعادل يتساوى أمامه الجميع، حيث ينتهي زمن سريانه على متعامل دون الآخر.. إذا بداية الانعاش وتفعيل التنمية لن يتحقق من دون مكافحة الفساد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024