حتى لا يتحول الحراك إلى حراق ؟ !

أمين بلعمري
26 مارس 2019

 

بعيدا عن لغة الثناء والمدح لمشاهد المظاهرات السلمية الرائعة، أعتقد أن الوقت قد حان لنفكر بما ستأتي به الأيام، وهذا ليس شأن العامة من الناس ولكن دور النخب التي عليها اليوم أن تكف عن مغازلة الشارع والبحث عن كسب وده لحسابات التموقع و ركوب الموجة من خلال تأجيج العواطف ؟ وهذا لا يعني أن الطموح غير مشروع فللجميع الحق في ذلك ولكن عبر القنوات المشروعة التي تراعي الأخلاق والمصلحة العليا للوطن.
المطلوب من النخبة سواء كانت في داخل البلاد أو خارجها أن تصارح الشعب الجزائري وتضعه في صورة التحديات التي تنتظر البلاد على الأصعدة السياسية، الاجتماعية والاقتصادية وهي لغة قد لا تروق للكثيرين منا ولكن يجب قولها لهذا الشعب الذي أدى ما عليه عبر خمس جولات من الحراك السلمي الحضاري عبّر خلالها عن رفضه التمديد للرئيس بوتفليقة وإذا سلّمنا جدلا بصحة ما تناقلته تقديرات و تقارير على أن عدد الذين  تظاهروا عبر ولايات الوطن ناهز 17 مليون فهذا يعني أن حوالي  80 من المائة من الهيئة الناخبة المسجلة البالغ تعدادها 22 مليون قد قالت كلمتها.
إن اعتبار المؤسسة العسكرية على لسان نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي على أن الحل يكمن في تفعيل المادة 102 من الدستور خطاب جاء منسجما مع ما عبر عنه الفريق قايد صالح في كلمة سابقة عندما قال إن هناك الكثير من الحلول، مما قد يمهّد لخروج دستوري آمن من حالة الانسداد يضمن العودة السريعة إلى الشرعية الشعبية عبر انتخابات رئاسية في آجال محددة دستوريا مما يجنّب البلاد الدخول في مرحلة انتقالية قد لا نعرف متى تنتهي ؟
هذا الحراك السلمي الذي صحّح الانطباع حول الشعب الجزائري عبر العالم علينا أن نحافظ عليه لأنه سيسجل في حوليات الإنسانية بحبر من ذهب وسيكون علامة جزائرية مسجلة ولكن علينا أن ننتبه أن بين الحراك والحراق مجرد حرف وأن هناك محاولات حثيثة ونوايا خبيثة للدفع إلى الحراق – لاقدر الله- ؟ !

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024