حصادالخميـس

“ الكومبارس” والخشبة

بقلم : نور الدين لعراجـــي
13 مارس 2019

صنعت رسالة الرئيس بوتفليقة حدث الاسبوع ، مصحوبة  بقرارات اتخذها، مست  بيت القصيد، أماط بها اللثام  حول ما دار في دواليب النظام، مانحا حبات الاسبرين الكافية  لتهدئة حراك الشارع، وان حسمت المطالب في اغلبيتها برحيل النظام ومحاربة الفساد في اطار اصلاحات سياسية عميقة، انقسم الشارع بين مؤيد ورافض  لبعض منها، وان كان خيارهم الذهاب الى جمهورية جديدة.
التدابير المستحدثة  اوقفت طموحات الكومبارس ، في القفز على السلم والاستقرار،  فحاولوا الطعن فيها، تحسبا لنهاية تلك الادوار التي منحت  لهم سابقا  في مشهد دراماتيكي حقير، فهم لا يعيشون إلا في الفوضى والمستنقعات، ولا يخدمهم ان تبقى الجزائر واقفة، يختبئون وراء اسماء مستعارة وصفحات افتراضية يطلقون سمومهم صباح مساء، صانعين  بذلك مشهدا من الحقد والكراهية تجاه الوطن، ويظل التاريخ يفضحهم في كل مرة ،  لأنهم اختاروا الضفة الاخرى من المتوسط  يقودهم الحنين الى فرنسا الاستعمارية  حفاظا على توجهاتهم الايديولوجية  الحاقدة على التاريخ والدين..
راهن الكومبارس في محاولاته الكثيرة على تفتيت مؤسسات الدولة ، وجعل البلد شيعا وجماعات دون قيادة ولا حاكم ، مثلما تعيشه ليبيا اليوم وبعض الاقطار العربية في اطار العولمة الهدامة ، وتمرير مشروع الثورات بكل الطرق والوسائل ، لأسباب تاريخية وسياسية واجتماعية معروفة ، ولعل اهمها تلك المحطة المهمة من تاريخنا النضالي ووقوفنا مع الشعوب المستضعفة، وهاهي الفرصة السانحة لضرب الوطن في استقراره وسكينته انتقاما من  “جبهة الصمود والتصدي، التي ندفع ثمنها اليوم  في اطار مشروع هدام  تضعه بعض الدول صوب اعينها كأولى الاولويات.
الكومبارس  يحمل الكثير من جينات التمثيل والدهاء الماكر، يظهر دائما خارج الوقت الضائع  ليملئ اجنداته بدهاء خطير  يستثمر في الاشاعة  ويغذيها عن طريق مؤيديه  من الاتباع والمدونين، ويكون الشارع الجزائري حقل تجارب لهذه الاملاءات، الامر الذي لم ينتبه له ابناء الشعب ممن خرجوا معبرين عن  غضبهم من الممارسات التي تسبب فيها  بعض من رموز النظام السابق، وهو حق مشروع ، وحلم كل مواطن يرغب في ان تبقى الجزائر وردة  بين الشعوب والدول، لكن الكثير من من ركب الموجة لم تكن نواياهم بتلك الرؤية الحالمة في الاستقرار ومحاربة الفئة الفاسدة، بل اتخذتها ذريعة في تصدر الحراك والظهور بوجه البريء، ولكن قمصانهم مشعة  بالحقد وأفئدتهم في ذلك هوان.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024