ليس لنا وطن سواه ..

أمين بلعمري
05 مارس 2019

رافق ما تشهده بلادنا من مظاهرات و احتجاجات سلمية الأسبوعين الأخيرين لغط و إشاعات عجت بها مواقع التواصل الاجتماعي روجت لها فيديوهات ، صور و حتى منشورات مكتوبة على الصفحات و الحسابات و المؤسف أن البعض منها يعود لمثقفين روجوا لأخبار و معلومات خاطئة دون عناء التمحيص و التحري أو نشروها لحاجة في انفسهم ؟  في حين تداولها آخرون بحسن نية دون معرفة التبعات المدمرة و الخطيرة لمثل هكذا تصرفات  التي تسيء إلى الجميع ؟ و الا ما هي  الفائدة التي ترجى من  نشر صور و فيديوهات لمظاهرات قديمة شهدتها الجزائر و أخرى لمظاهرات وقعت  في بلدان أخرى بهدف الترويج للعنف و المواجهة في حين أن مسيرات الجمعة الماضية جرت في كنف الهدوء و السلمية التامة ، ماعدا بعض أعمال العنف و التخريب المحدودة التي وقعت مساء الجمعة الماضية و التي قام بها بعض المنحرفين تحت وقع المخدرات و المهلوسات - حسب ما أكدته المديرية العامة للأمن الوطني في بيانها .

إن الأوضاع التي تشهدها الجزائر تحتاج من كل واحد منا ، مهما كان موقعه أن يقلب الخبر قبل نشره أو تقاسمه عبر الفضاءات الافتراضية  من كل الأوجه،  و التأكد ليس من صحته فقط و لكن من فائدة نشره حتى و إن كان صحيحا و مؤكدا ؟ المرحلة الدقيقة التي تعيشها البلاد أكبر من منطق الـ "سكوبات" و السبق الصحفي ؟ خاصة عندما يتعلق الأمر بأمن و استقرار وطن ، و ليس بالخفي على أي كان أن مواقع التواصل أصبحت تعج بهويات مزورة تسيرها وكالات استخبارات و تجسس متخصصة في صناعة و توجيه الرأي العام،  و من منا لم يلاحظ  حجم طلبات الصداقة التي عليه عبر فايسبوك هذه الأيام ، أيعقل أن يكون هذا محض صدفة ؟

إن تراجع وسائل الإعلام التقليدية أمام مواقع التواصل الاجتماعي افقد الأولى القدرة على التحكم في المعلومة كما افقد في الوقت نفسه المتلقي حق الحصول على خبر مؤكد و معروف المصدر ؟ لهذا السبب ليس كل ما تتداوله مواقع التواصل الاجتماعي صحيح بالضرورة مما فتح الباب مشرعا أمام انتشار الإشاعة و المغالطات ، لهذا على كل واحد مطالب بالتمحيص فيما ينشر ثم نشر و تداول ما يجنب البلاد الفتن و الانزلاقات - لا قدر الله - و في الصدد  أبان رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن وعي و حس وطني عندما طالبوا الشباب الذي خرجوا في مسيرات ليلية في بعض الولايات مساء الأحد بالعودة إلى منازلهم و عدم التظاهر ليلا ، حينها تأكد أن كل جزائري حريص أكثر من الآخر على سلامة و أمن هذا الوطن الذي ليس لنا سواه.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19752

العدد 19752

السبت 19 أفريل 2025
العدد 19751

العدد 19751

الجمعة 18 أفريل 2025
العدد 19750

العدد 19750

الأربعاء 16 أفريل 2025
العدد 19749

العدد 19749

الثلاثاء 15 أفريل 2025