كلمة العدد

في الشّوارع والسّاحات..

بقلم: حبيبة غريب
17 فيفري 2019

جميل أن تصبح شوارعنا مسارحا ومنصات للفن والرسم والطرب والموسيقى، وساحاتنا ركحا مفتوحا للعروض المسرحية وألعاب الخفة، وجميل أيضا أن تحول جدارياتنا إلى لوحات فنية رائعة تمتزج فيها الألوان والأشكال، شأننا شأن العواصم والمدن العالمية الكبرى.
 إنه «فن الشارع» هذا اللون الثقافي الذي كسر كل الحواجز والرسميات، وألغى البرتوكولات بين الموهبة والجمهور، بدأ يعود تدريجيا إلى الواجهة، من خلال العروض الموسيقية وورشات الرسم وألعاب الخفة وغيرها التي يقدمها فنانون هواة ومحترفون على قارعة الطريق.
يصنع «فن الشارع» فسيفساء التنوع، يمهد الطريق لجمهور خارج القاعات  المغلقة، يصنع رفقته فرجة لها نكهة استثنائية، دون تذكرة يحجز بها مكانا  في الصفوف الأولى أو الأخيرة، كل ما في الأمر أن المتفرج يتمتع وهو يسترق إلى تلك الاهازيج السامية، يشعر حينها براحة نفسية.
ظاهرة تقبلها المواطن الجزائري بسهولة وتجاوب معها، فأصبح لموسيقيين ورسامين ومبدعي الشارع محبوهم وجمهورهم من المارة،  في العاصمة وبالمدن الكبرى وحتى بالمدن الداخلية، وأصبح وجودهم في الشوارع  والساحات مشهدا طبيعيا جدا بالنسبة للجميع، بل أكثر من ذلك، فقد أضفى نوعا من الجمال والرونق على هذه الأماكن.
وليست حياة «فنان الشارع» بالسهلة، لأنه ليس بالأمر الهين البحث عن جمهور وفي ومتجاوب ومكان عرض مميز لا يخضع إلى تسريح رسمي لتقديمه، إلا أن الواقع شيء آخر، لكن يبقى التحدي بفرض الوجود وإبراز الموهبة للعلن هما المحفزان القويان للبقاء والصمود، والإبقاء على الأمل  قائما بأن يهتم القائمون على الثقافة اليوم بفن الشارع، وأن يلقى هذا الأخير التشجيع والدعم اللازمين من تنظيم مهرجانات له من شأنها تحفيز المبدعين الهواة على إبراز مكنوناتهم الفنية والفكرية وإخراجها للعلن...لا سيما وأن الشوارع والساحات متوفرة والفنانون والرسامون والموسيقيون موجودون وبأعداد هائلة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024