7 سنوات من الحوار الاستراتيجي..

أمين بلعمري
27 جانفي 2019

الحوار الاستراتيجي الجزائري – الأمريكي، أكبر من مجرد إطار للتعاون رفيع المستوى بين البلدين ولكن أصبح موعدا دوريا لتقييم ما تم إنجازه ضمن هذه الآلية الثنائية التي استهلت العام 2012 .

شكلت الهجمات الإرهابية لـ11 سبتمبر 2001 على مركز التجارة العالمي، بالولايات المتحدة الأمريكية، فرصة لتعاون أمني بين البلدين، خاصة وأن الجزائر كانت حينها في بداية تعافيها التدريجي من هجمة إرهابية استمرت لسنوات وانتهت بدحض تلك الظاهرة العابرة للحدود في الوقت الذي كان العالم يعتبر أنها علامة جزائرية مسجلة لا تعنيه؟ ولم يأخذ تحذيرات الجزائر على محمل الجد؟! ليستفيق العالم مذهولا على هجمات استهدفت أقوى دولة في العالم ويكتشف ظاهرة كان يجهلها أو يكاد، لتصبح الكثير من الدول وفي مقدمتها واشنطن ترى في تجربة الجزائر نموذجا جيدا لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه وهي التي اعتمدت على رافدين اثنين هما، مكافحة الظاهرة بالأساليب الصلبة أي الأمنية العسكرية مع الأخذ في الحسبان عامل تكييف القوات لخوض غمار حرب لاتناظرية وارفاق ذلك  المسار بمقاربات سوسيو- اقتصادية و فكرية  لتجفيف كل المنابع التي تغدي الإرهاب أو تسمح للتنظيمات بتجنيد المزيد من العناصر وانتهت باطلاق مسار المصالحة الوطنية.

 ملف مكافحة الإرهاب كان وسيظل حاضرا في كل جولات الحوار الاستراتيجي بين البلدين، خاصة في ظل التحركات الإرهابية النشطة في منطقة الساحل والوضع في ليبيا وفي كل المنطقة ومنها ملف الصحراء الغربية الذي سيكون هو الآخر ضمن جدول الأعمال، باعتبار أن حل النزاعات يشكل حجر زاوية في مكافحة الإرهاب وتعزيز السلم والاستقرار في المنطقة وفي كل الساحل سيّما في ظل اهتمام متزايد لإدارة ترامب بحل هذا النزاع الذي طال أمده، الأمر الذي يشدد عليه مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، الذي صرح في العديد من المرات أنه لا يمكن لهذا النزاع أن يبقى دون حل.

على الصعيد الاقتصادي ورغم أن الولايات المتحدة لم تكن تقليديا ضمن قائمة أوائل الدول الممونة والزبونة للجزائر، إلا أن هناك مؤشرات إيجابية جدا عن انتعاش  كبير ستشهده العلاقات التجارية والاقتصادية بين البدين وفي مختلف المجالات، هذا ما تعكسه العديد من الاتفاقيات المبرمة بين الجزائر وشركات أمريكية كبرى على غرار "جينيرال الكتريك" وازدياد التعاون في المجال الزراعي، تربية الأبقار  والأعلاف، الصناعات الدوائية والصيدلانية مجال تحتل فيه أمريكا الريادة ومجالات أخرى تمتلك فيها واشنطن خبرات كبيرة، يمكن أن تنقلها إلى الجزائر التي تنام هي الأخرى على فرص هائلة للاستثمار يمكن للجانب الأمريكي استغلالها وهناك على الأرض تجارب نموذجية للاستثمار الأمريكي في الجزائر خارج نطاق المحروقات وفق قاعدة 49/51 التي لم ولن تشكل أي عائق فهناك شركات أمريكية وغير أمريكية آمنت بالاستثمار في بلادنا وبالفرص الموجودة بالجزائر، استثمار تكاد تكون نسبة المخاطر فيه منعدمة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024