عشم ابليس في الجنة...

أمين بلعمري
13 جانفي 2019

صفعة أخرى يتلقاها الاحتلال الصهيوني على يد الحكومة الماليزية، بعد رفض الأخيرة منح تأشيرات دخول لسباحين إسرائيليين للمشاركة في فعاليات بطولة عالمية في السباحة، لحساب تصفيات أولمبياد اليابان العام 2020.

الحكومة الماليزية ردت القرار بتنافي ذلك مع قوانينها على اعتبار أن ماليزيا لا تعترف بالكيان المحتل ولا تربطها أي علاقات دبلوماسية معه، كما أعلنت الحكومة أنها لن تخضع لأي ضغوط ولا ترى مانعا من سحب تنظيم البطولة منها.

 ليست المرة الأولى التي ترفض كوالالمبور استقبال وفود إسرائيلية على أراضيها حيث تنازلت العام 2017 عن احتضان مؤتمر دولي للـ"فيفا" بسبب مشاركة وفد عن الكيان الصهيوني مما اضطر الفيفا إلى نقله لدولة أخرى.

 تأتي قرارات الحكومة الماليزية لتؤكد رفضها المطلق للتطبيع أو التعامل مع إسرائيل، لتسد بذلك كل محاولات الكيان الصهيوني لإقامة علاقات مع هذه الدولة الجنوب آسياوية ذات الأغلبية المسلمة، والتي كان آخرها تسلل أول وفد صهيوني تحت مظلة الأمم المتحدة إلى أراضيها - منذ نصف قرن - للمشاركة في فعاليات برنامج "هابيتات" التابع للهيئة الأممية نهاية العام 2018، ثغرة استغلتها اسرائيل لممارسة ضغوطات طالت انطونيو غوتيريش نفسه واضطرت كوالامبور إلى القبول بالأمر الواقع على مضض.

 الإعلام الصهيوني هلل وتداول خبر الزيارة بشكل واسع و اعتبرها كسر للحاجز نحو التطبيع، ليأتي قرار رفض التأشيرة للسباحين يوم الخميس بمثابة تأكيد من كوالالمبور أن عشم الكيان في التطبيع كعشم إبليس في الجنة.

المقاطعة ستظل اللعنة التي تطارد الاحتلال الإسرائيلي في كل مكان وتعرّي ممارساته الإجرامية في حق الشعب الفلسطيني، فرقعتها تزداد اتساعا يوما بعد يوم وهي على الأرض أكبر مما هي عليه في وسائل الإعلام العالمية التي يمارس أغلبها التعتيم والازدواجية، أفلم تصبح حركة "بي.دي.آس" الشبح الذي يطارد منتجات إسرائيل في كل مكان؟، في أوربا وأمريكا اللاتينية وغيرهما بل حتى منظمات وجماعات يهودية من مختلف الدول التحقت بركب المقاطعة؟، كل هذا في الوقت الذي ترتفع فيه – للأسف- أصوات نشاز  في الدول العربية عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي تدعو بالفم المليان إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني ولم يتوان بعضهم على إقحام الدين تحت مغالطة أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ تعامل مع اليهود ولكن ماذا عن الصهيونية؟! أما الجامعة العربية - التي علّقت عضوية سوريا بسرعة البرق سنة 2011- لم نعد نسمع لها صوتا أو يكاد، عندما يتعلق الأمر بجرائم الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين، بل حتى بيانات تنديدها لم يبق إلا أن تكون مصحوبة ببيانات اعتذار ؟!.    

   

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024