الحدث يحمل دلالة سياسية اكبر منها تراثية وثقافية يستدعي التوقف عنده وإعطائه بعده المستحق ومضمونه على ضوء الإصلاحات التي تخوضها الجزائر منذ سنوات بتحد وبقرار سيادي غايتها تعزيز اللحمة الوطنية والهوية في محيط جيو استراتيجي يغلي كالبركان، مثقل بأزمات ونزاعات متعددة الأوجه والمخاطر.
انه يناير الذي نحتفل بعامه 2969 في أجواء التسامح والتصالح والعيش معا. الاحتفالية بالسنة الامازيعية التي تتواصل عبر الوطن ببرامج ثرية ، تحمل وزنا ومعيارا يترجم مضمون قرار رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي قام بترسيم يناير مواصلا النهج السياسي المسطر الحريص على تجسيد ما وعد به وما التزم به في برامجه منذ توليه الحكم: بناء جزائر قوية بمؤسساتها آمنة ديمقراطية متصالحة مع تاريخها وهويتها منهيا الجدل العقيم حول يناير واضعا اياه في موقعه كموروث يتقاسمه الجزائريون وتحتفل به كل المناطق.
قرار ترسيم يناير يوما وطنيا خطوة إضافية في مسار تقوية اللحمة الوطنية وتعزيز الجبهة الداخلية حيث يشعر كل مواطن بفخر انتمائه للوطن وامتلاكه لهويته الثلاثية الأصول والجذور الامازيغية والإسلامية والعربية ويندمج في البناء الوطني متصديا لآية مؤامرة.
ترسيم يناير يوما وطنيا، جاء بعد قرار دسترة الامازيغية لغة رسمية وإدراجها في قطاعي التربية والتعليم والبحث العلمي. الاحتفالية به حملت حرارة ترجمها تناغم البرامج المسطرة في مختلف جهات الوطن تتقاطع حول قواسم مشتركة وتعددية تكون التاريخ الوطني وتمثل عراقة حضارة شعب متفتح على العصرنة دون التنازل عن خصوصيته وأصالة عراقة حضارة ضاربة بجذورها في الأعماق.
«الشعب» تواكب هذا الحراك من خلال تغطيتها للاحدات والتظاهرات المتعددة في احتفالية يناير، مسلطة الضوء على الأبعاد والأهداف مستحضرة عناصر التاريخ والهوية مؤكدة مرة أخرى موعدها مع الحدث الذي يستوقفنا كل 12 جانفي ويفرض علينا منحه حق قدرة من التحليل والتعبير عنه بمختلف الأساليب والإشارات باعتباره موروث مشترك لكل الجزائريين وهويتهم غير القابلة للمساس.