بلغت نسبة التصويت في الانتخابات المحلية بولاية معسكر النهائية بعد غلق المراكز نسبة ٤٢، ٤٣% بالنسبة للمجالس البلدية و٨٤، ٤٢% بالنسبة للمجلس الولائي، حيث عرفت مراكز التصويت بمختلف تراب الولاية والبالغة 311 مركز اقتراع إقبالا مستحسنا في فترة الصبيحة، طبعه إقبال المواطنين من شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، كبار السن وحتى العنصر النسوي الذي صنع الحدث خلال تأديته الواجب الانتخابي الوطني في ساعات مبكرة من يوم الاقتراع.
«الشعب”، سجّلت انطباعات بعض الناخبين على مستوى بلديات الولاية وبعض تجمعاتها السكانية التي تباينت بها نسب التصويت، في مركز التصويت بوهلال الحاج بقرية أولاد بوهلال.
في بلدية المامونية التقينا عجوزا طاعنة في السن تبلغ من العمر 80 سنة جاءت بعد الظهيرة لتؤدي واجبها الوطني، حيث ذكرت الحاجة ملحة بوحاوية أنها لم تتخلف يوما عن واجب الانتخاب، ومثلها السيد عبد القادر 83 سنة الذي التقينا به بمركز الانتخاب الشيخ بوراس وطلب منا أن نوجه رسالة للسلطات العليا في البلاد قائلا: “لقد أدّينا واجبنا نريد أشخاصا يخدمون البلاد حقيقة وبنية صادقة”. أما “أمين”، 23 سنة، المعاق حركيا، الذي التقيناه بمركز مكيد مكي ببلدية الكرط، حاول تجاوز محنته في وفاة والده يومين قبل يوم الانتخاب، قال إنه رغم الإعاقة والظرف العائلي الخاص قدم للإدلاء بصوته، موضحا أنه سينتخب لأول مرة مجيبا على أسئلتنا أن الانتخاب واجب وطني ولابد أن يكون المسؤولون المقبلون على بلدية الكرط في المستوى وعادلين مع جميع شرائح المجتمع.
مثل هذه الانطباعات التي سجلتها “الشعب”، شملت تقريبا رأي جميع من وقع عليهم الاستطلاع يوم الاقتراع، الذي كاد يخيم عليه شبح العزوف عن تأدية الواجب الوطني، حيث كان الإقبال على مراكز الانتخابات متباينا بين مراكز عجت بالناخبين وأخرى امتلأت بالمؤطرين والمراقبين والأطفال المرافقين لأوليائهم في أغلب الحالات، وعن هذه الظاهرة أكدت لنا السيدة “خديجة - ب«، 65 سنة، التي كان يرافقها ثلاثة من أحفادها بمركز الانتخاب نواري حمو بالقرية الفلاحية في ضواحي مدينة معسكر، أن ذلك يعد نوع من التربية والتدريب على تأدية الالتزامات والواجبات الوطنية، أما شريحة أخرى من المواطنين بمعسكر التي لم تنتخب ووجب استطلاع رأيها على غرار سائق سيارة الأجرة “محمد” 36 سنة، قال معبّرا عن رأيه في سبب عدم توجهه للانتخاب أنه لا يملك بطاقة الناخب ولا يهمه من سيكون رئيسا للبلدية إضافة إلى جملة الانتقادات التي وجهها للمنتخبين بنبرة الغضب “كلهم سواسية وجاؤوا لخدمة مصالحهم”.
عموما مضت العملية الانتخابية بولاية معسكر عبر المناطق التي تفقدتها “الشعب”، خاصة بالنسبة للمناطق النائية، في أجواء قريبة إلى الاحتفال بمناسبة وطنية، عدا ما سجل من تصرفات غير لائقة لعراك بين مترشحين في بعض المراكز الانتخابية، مثل ما حدث في صبيحة يوم الاقتراع ببلدية السهايلية في دائرة تيغنيف، وبعض التصرفات الأخرى التي عمد إليها بعض المترشحين الذين بدوا وكأنّهم يترصّدون للناخبين أمام مراكز الانتخاب في خطوة أخيرة لكسب أصواتهم قبل أن يتّخذ الناخبين قرارهم الأخير بمكاتب التصويت، عن ذلك تكون بعض التشكيلات الحزبية بما فيها مكتب حركة حمس قد وجّه 7 إخطارات لمداومة الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات في شأن تجمهر بعض المترشحين أمام مراكز الانتخاب بعدد من المناطق وقيامهم بتوجيه الناخبين، في حين تكون مداومة الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات قد اتخذت نحو 6 قرارات في شان إخطارات قدمها ممثلي التشكيلات الحزبية أمامها متعلقة بالكف عن تصرفات اللصق العشوائي والدعاية الانتخابية داخل مراكز الاقتراع، إضافة إلى تدخل تلقائي منها لمعالجة شبهة قيام أحد رؤساء المراكز ببلدية بوهني بالبصم في سجل الناخبين حيث جاءت نتائج تحقيق الهيئة في القضية سلبية.
في سياق ذي صلة، سجلت مصالح التنظيم والشؤون العامة بمعسكر ٢٨٨. ٥٦٠ ناخب وناخبة من بينهم 9770 مسجل جديد في القوائم الانتخابية، سيدلون بأصواتهم اليوم لصالح ممثليهم بالمجالس المحلية، حيث تنافست 13 تشكيلة حزبية على مقاعد المجلس الولائي، و293 قائمة تحت لواء هذه التشكيلات الحزبية تسابقت نحو 731 مقعد لـ47 مجلسا شعبيا بلديا، في حين أحصت ذات الجهة الإدارية نحو 2271 مراقب لمختلف التشكيلات الحزبية غاب منهم عن الالتحاق بمكاتب التصويت 210 ملاحظ إضافة إلى 11677 مؤطر بمراكز ومكاتب التصويت.
نتائج الفرز الأولي نكسة للأفلان وضربة موجعة للأرندي
ويكون 243304 ناخب قد أدلوا بأصواتهم في الانتخابات المحلية بمعسكر بالنسبة للمجالس الشعبية البلدية و240007 ناخب لصالح قوائم المجلس الولائي، حيث أظهرت نتائج الفرز الأولية في بعض المناطق تقدم تشكيلات حزبية توصف بالأحزاب الفتية عن غيرها من الأحزاب ذات الوعاء الانتخابي الواسع، مثلا في بلدية الكرط حازت الحركة الشعبية على غالبية المقاعد، وتمكّنت نفس التشكيلة الحزبية من حصد المرتبة الثانية بعد حزب جبهة التحرير ببلدية معسكر إلى جانب حركة حمس، في حين تراجع نصيب حزب التجمع الوطني الديمقراطي من المقاعد بمجلس بلدية معسكر إلى 5 مقاعد وتمكن حزب الحرية والعدالة لأول مرة من 3 مقاعد بمجلس بلدية معسكر حيث افتكت جبهة التحرير الوطني 13 مقعدا من أصل 33 مقعد و6 مقاعد لكل من الحركة الشعبية وحركة حمس، عموما يكون الحزب العتيد قد فقد عددا من مقاعده والمجالس البلدية التي كان يسيطر عليها في العهدة الماضية حيث بسط سيطرته على 15 بلدية فقط من أصل 22 بلدية ترأسها سابقا، وهو عدد البلديات التي تحصل عليها حزب الأرندي الذي تلقى ضربة موجعة في عدد من البلديات وعلى مستوى المجلس الشعبي الولائي أيضا حيث تحصل الأرندي على 9 مقاعد بالمجلس مقابل 9 مقاعد تحصلت عليها الحركة الشعبية و6 مقاعد حصدتها حمس و5 لحزب العمال الذي دخل المجلس الولائي في هذه الانتخابات من أبواب واسعة، أما بالنسبة لنصيب حزب الأفلان من المقاعد داخل المجلس الشعبي الولائي لمعسكر يكون الحزب العتيد قد تعرض لنكسة لا مثيل لها بتراجع تأثيره على رئاسة المجلس، حيث حصد 11 مقعد فقط من أصل 43 ولو أنه يتصدر ترتيب التشكيلات الحزبية المتنافسة، إلا أن الحزب العتيد مضطر للدخول في مفاوضات وتحالفات مع باقي التشكيلات الحزبية لاسترجاع سيطرته على المجلس الولائي، الأمر الذي ستكشف عنه الأيام والأسابيع المقبلة.