سيدي فرج بالعاصمة

معرض للصّناعة التّقليدية والحرف

 احتضن ميناء سيدي فرج بالعاصمة طيلة أسبوع، معرضا للصناعة التقليدية والحرف شارك في تنشيطه أزيد من 40 عارضا جاؤوا من مختلف ولايات الوطن بهدف عرض منتجاتهم الحرفية، وما أبدعت أناملهم من تحف ومنتجات تعبر عن عمق الأصالة الجزائرية، وما تزخر به مختلف المناطق.
وقد شكّل المعرض الذي زين فضاء الميناء بخيم صغيرة للعارضين، حسب مدير الغرفة الوطنية للصناعة التقليدية، فرصة هامة للحرفيين والمبدعين من أجل عرض وتسويق منتجاتهم الفنية، وأيضا الترويج لها لدى الجمهور ومختلف الهيئات والمؤسسات المهتمة بمثل هذا التراث المادي، خاصة وان هذه المبادرة التي استحسنها المشاركون جاءت بعد أزمة كبيرة عاشها الحرفيون طيلة جائحة كورونا، وما تبعها من ركود في الإنتاج والتسويق وصعوبات مادية ومالية، وأيضا تراجع الطلب على مثل هذه المواد التقليدية المصنعة محليا ذات الاستعمال اليومي لدى العائلات أو لتزيين المساحات الكبرى من فنادق ومركبات سياحية للتعريف بالصناعة التقليدية الوطنية لدى السائح الأجنبي.
هذا وينتظر أن تعمّم مثل هذه التظاهرات الفنية عبر مختلف المدن والولايات الساحلية التي تستعد لافتتاح موسم الاصطياف لهذه السنة واستقبال الزوار من شتى الولايات، وحتى أبناء الجالية الجزائرية بالخارج، بعد تحسن الوضع الصحي ورفع إجراءات الرقابة والتعليق لمختلف الأنشطة والمعارض التقليدية وتحركات المواطنين، وهو ما يشكل فرصة لهذه الشريحة الهامة التي تشكل وعاء معتبرا من الناشطين وطنيا بأزيد من 380 ألف حرفي، هم اليوم بحاجة إلى دعم ومرافقة للعودة مجددا لساحة الإنتاج وترقية الحرفة ومنتجاتها ومنها ما هو مهدد بالزوال والاندثار.
كما يأمل أصحاب المهنة أن تجد وعود وزارة السياحة والصناعة التقليدية طريقها للتجسيد بهدف حماية هذا الرافد الأساسي لقطاع السياحة ببلادنا، وكل ما هو مقترح لترقية القطاع، لعل من أبرزها تفعيل قرار التعاون والشراكة مع مسيري الفنادق والمركبات السياحية الكبرى بتخصيص فضاءات قارة وأجنحة لعرض التحف والمنتجات التقليدية كوسيلة من وسائل التسويق والترويج للمنتوج الوطني، وهذا استجابة لانشغالات المهنيين الذين كثيرا ما اشتكوا من أزمة التسويق وضعف أساليب وتقنيات التعريف بهذه الصناعة لدى الجمهور الواسع.
إلى جانب هذا الانشغال الرئيسي، تشكل ظاهرة ارتفاع أسعار المواد الأولية المستوردة عائقا آخر أمام تطوير هذه الصناعة الوطنية، وأيضا مزاحمة المنتجات المستوردة، فيما تبقى الكثير من المقترحات المقدمة من قبل مختصين وخبراء في القطاع بحاجة إلى تثمين بالخصوص ما تعلق بربط الأنشطة التقليدية عضويا بقطاع السياحة، إشراك الحرفيين في التظاهرات الوطنية والدولية، الاهتمام أكثر بمجال التكوين، مع ضرورة وضع إستراتيجية إعلامية متكاملة للترويج للنشاط حتى يواكب هذه الديناميكية التي يعرفها الميدان السياحي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024