رغم أن العائلة السكيكدية تسعى للاحتفاظ بالعادات التي تميزها عن غيرها في كل مناسبة، إلا أن رياح التجديد عصفت بالعديد من العادات، حيث تلاشت إحدى التقاليد العريقة التي كانت معروفة وسط العائلات، خلال شهر رمضان، بإلزام العرسان الجدد بالصوم مع ذويهم، بالرغم وجود بعضها ممن لم تستطع ترك هذه التقاليد العريقة والتي تتمسك خاصة المتعلقة بالشهر الكريم، وذلك بالحرص على جمع أفراد العائلة، وإلزام العرسان الجدد على الصوم مع ذويهم طمعا في بركة كبار العائلة، فقد اعتادت ربات بيوت سكيكدة في رمضان على تحضير التوابل المخصصة للطبخ، وزف العرسان الجدد لصوم الأيام الأولى في بيت عائلة العريس، على أن تقوم العروس في أول يوم للصيام بإعداد وجبة الفطور بمساعدة زوجها.
أما بخصوص صيام الأطفال وقبل أن يشرع الصبي أو الصبية في الصوم بنحو أسبوع أو أسبوعين، يخضع هؤلاء لعملية القياس بواسطة «الخيط»، وهي الطريقة التي لا تزال شائعة عند سكان القرى، بحيث يوضع الخيط بدءا من أسفل الذقن إلى مؤخرة الرأس وبدخوله في شكل دائري يوجب على المعني الشروع في الصيام، ويحظى هؤلاء الأطفال الذين يصومون لأول مرة باحتفالات خاصة تشبّه بعملية الختان عند الليلة الأولى من الصيام أو في وسط الشهر أو في ليلة 27 ولكل عائلة طريقتها الخاصة في ذلك، وتبقى هذه العادات والتقاليد قائمة في العديد من قرى بلديات الولاية، إلا أنها تذوب تدريجيا في الوسط الحضري لتترك المكان لعادات جديدة مرتبطة بالحياة المتسارعة التي نعيشها.