الشّهــر الفضيــل بعاصمة الأهقار

إحياء الموروث العتيق بالرغم من «غزو» العصرنة

تمنراست: محمد الصالح بن حود

  على غرار باقي مناطق الوطن، يستقبل سكان وعائلات عاصمة الأهقار شهر رمضان المبارك باستعدادات خاصة وتحضيرات استثنائية تليق بمكانة الشّهر الفضيل - يميّزه عودة الحياة الطبيعية بعد سنتين من فرض قيود جائحة كورونا - وبعادات وتقاليد تتنوع من منطقة لأخرى، وبتميز خاص كميزة الشهر الفضيل عن باقي الأشهر الأخرى.
 تقبل العائلات في هذا الشّهر العظيم، على تحضير وإعداد أنواع مختلفة من الأطباق التقليدية، وقبل ذلك كل المستلزمات الضرورية التي يتطلبها تحضير مائدة العائلة الهقارية في شهر رمضان، خاصة منها تلك المميزة للشهر العظيم، بالرغم من «تطفل» الأطباق العصرية على المطبخ التقليدي للمنطقة.
«زنبو» سيّد مائدة الإفطار
 أكّدت المهتمة بالتراث المحلي للمنطقة غزلان فاطمة لـ «الشعب»، أنّ «زنبو» أو ما يقابله عند العديد من مناطق الوطن بـ «لفريك» هو أول طبق يتواجد في طاولة الإفطار، الأمر الذي يجعل اقتناء كل ما يلزم لتحضيره من «ختيم» و«قديد» قبل الشهر الفضيل ضروري، حتى يتم طهيه على أحسن وجه.
في نفس الصدد، تضيف خالتي خديجة رزقاوي في حديثها لـ «الشعب» عن رمضان والتحضير الذي يسبقه، عائدة بذاكرتها إلى السّنين الماضية، أن شهر الرحمة والغفران في عاصمة الأهقار وإلى حدّ الآن، ورغم التغيرات الحاصلة، لا يمكن أن يخلو من وجبة ما يعرف محليا بـ «الحساء» زعيم المائدة الرمضانية بالأهقار بلا منازع، رغم غزو الأكلات والعادات الغذائية الجديدة.
ويتميّز هذا الطبق تضيف، بأهميته البالغة لدى سكان المحليين نظرا لتحضيره بمادة القمح المحلي الذي يطلق عليه «زنبو»، وهو نوعية من القمح المنتج محليا من سلالة صحراوية خالصة.
فيما تضيف خالتي خديجة، أنّ «زنبو» يتميز عن القمح بأنه يحصد وهو أخضر قبل موعده بشهر تقريبا، ليتم شوائه قليلا فوق النار، ثم يطحن ليصبح عبارة عن دقيق ليشكل ما يعرف بـ «الحساء»، يضاف إليه بعض التوابل كـ (القصبر) والأعشاب كـ (الوزوازة)، وغيرها ممّا يجعله يتميّز بذوق غاية في الروعة.
في نفس السياق، تضيف غزلان فاطمة، بأنّ الشّهر الفضيل ورغم العصرنة التي مسّت جميع جوانب الحياة فيه، والتي لم تسلم منها مائدة العائلة الهقارية، فلا يزال سكان الأهقار في الشهر الفضيل يقبلون على طبق اللحم المطبوخ في أواني الطين، بالإضافة إلى بعض الأكلات الدخيلة كالبوراك والمملحات التي اكتسحت موائد الإفطار التي تزداد تميزا بتحضير كؤوس الشاي الثلاثة، المطهية فوق الجمر، تاركين وجبة العشاء والأطباق الأخرى من سلطة وفواكه ومقليات إلى ما بعد أداء صلاة التراويح.
 صوم ليلة القدر وحفظ حزب من القرآن
  يتميّز الشهر الفضيل هذه السنة، بما امتاز به في السنين الماضية بإحياء ليلة القدر، بعد الوضع الذي فرضته جائحة كورونا، أين يتم تحفيز الأطفال الصغار الذين يزاولون دراستهم بالمدارس القرآنية، لحفظ حزب من القرآن الكريم، لإمامة المصلين وإحياء ليلة القدر المباركة، وقيامها إلى طلوع الفجر لتختتم بالدعاء، والتضرع بقبول الصيام والقيام.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024