تلقي بظلالها علـى العائلات المعسكريـة

تقاليــد وعــادات يحجبهـا غــلاء الأسعــار

معسكر: أم الخير. س

تراجـع العمل التضامنـي لتأثـر المحسنـين بالأزمـة الصّحيـة

يعتبر تجديد التجهيزات المنزلية مع حلول الشهر الكريم، من التقاليد التي لا تتخلى عنها العائلات المعسكرية، اضافة إلى استعداداتها الاخرى لاستقبال الموسم الديني المميز على غرار اقتناء التوابل وتجفيفها وطلاء المنازل أو تنظيفها، لكن وعلى ضوء ارتفاع الأسعار، منذ فترة، وندرة بعض المواد الأساسية على غرار الزيت، تحوّل اهتمام الأسر المحلية الى شراء مقتنيات عيد الفطر حتى يتسنى لهم مواجهة موجات حمى الأسعار لاسيما ألبسة الأطفال.
عن ذلك حدثتنا «فاطمة» موظفة اربعينية عن التغيير الحاصل في التحضير للشهر الكريم، موضحة ان رمضان المبارك لهذه السنة سيكون من أصعب المواسم الدينية من حيث تراجع امكانيات ذوي الدخل المتوسط والضعيف بالرغم من الزيادات التي مست أجور الموظفين، مضيفة ان العديد من الأسر   تخلت عن بعض التقاليد المتعارف عليها محليا لاستقبال الشهر الكريم على غرار طلاء المنازل وترتيبها وتجديد أواني المطبخ، معتبرة هذه التقاليد بالأمور الثانوية التنازل عنها ممكن مرغمين، والاكتفاء بتنظيف البيوت وإعادة ترتيبها على سبيل المثال.
قائمة المشتهيات قد تتقلص من الموائد
أما زهرة التي قاطعت حديث «فاطمة»، أشارت الى ان تجديد الأواني ليس ضروريا في الظروف الحالية، مؤكدة اعتقادها الجازم أن أغلب الأسر الجزائرية تملك حسبها الآواني الخاصة بالشهر الكريم، والتي يعتمد عليها في تقديم الاطباق والمأكولات الرمضانية الشهية والمتنوعة، متسائلة بحسرة ان كانت العائلات ستستغل الاواني المخبأة في الخزانات من الموسم الماضي -فعليا -على أساس ان قائمة المشتهيات ستتقلص على موائد الجزائريين هذا الموسم بفعل الغلاء الفاحش لأسعار اللحوم والمواد الغذائية والخضر.
وبطريق «مرسيليا» بمدينة المحمدية ذات الصيت الواسع في تجارة الاجهزة الكهرومنزلية والأواني المنزلية، لاحظت «الشعب « ركودا غير مسبوق قبل أيام معدودة من حلول الشهر الكريم، بعد ان كانت هذه الطريق الرئيسية تسجل يومياً توافدا كبيرا للمواطنين من معسكر والولايات القريبة منها على محلات التجهيزات المنزلية.
ركود طريق «مرسيليا» بالمحمدية
أرجع تجار طريق «مارسيليا» بالمحمدية أسباب ركوب تجارتهم في الآونة الأخيرة، الى غلاء أسعار المنتجات التي زادت أسعارها بنسب متفاوتة، مقابل تدّني القدرة الشرائية وتراجع اهتمامات المواطن، المستقرة على شراء المقتنيات الغذائية الأساسية فحسب.
 وبأحد محلات طريق مرسيليا حدّثنا «هشام»، انه لم يعد ممكنا للعائلات الجزائرية الالتفات الى تجديد تجهيز تجهيزاتهم المنزلية، لا سيما تجهيزات المطبخ إلا ما اقتصر على الضروريات ما أثر كثيرا على سوق تجارة الاواني والاجهزة الكهرومنزلية، مشيرا أن نشاط محلات الأجهزة الالكترونية صار مقتصرا على البيع بالتقسيط عبر القروض الاستهلاكية التي توفرها البنوك ومؤسسة البريد.
 فضلا على أن هذه الفئة من الزبائن تمتنع عن استلام التجهيزات المطلوبة وتفضل التعويض النقدي، كل حسب وضعه، موضحا أن هناك العديد من الأسر يعانون بسبب انهيار القدرة الشرائية، لذلك يلجأ معظمهم إلى الاستدانة على مختلف صيغها، خاصة في هذه الفترة من السنة التي تتزامن والشهر الفضيل.
وعلى خلاف سوق الاواني والتجهيزات الالكترونية بطريق «مارسيليا» في المحمدية، عرفت محلات العطارة والتوابل انتعاشا ملحوظا في الأيام الأخيرة وطوابير طويلة أمامها، كثيرا ما تشهد مناوشات وتذمرا بين الزبائن والبائعين، على غرار ما تحدثت عنه احدى المواطنات بمدينه معسكر، عن عدم استوعابها لتكلفة التوابل مقارنة بكميتها، ما فسّره صاحب محل العطارة في حوار مع زبائنه المتذمرين، بارتفاع أسعار التوابل عالميا متأثرة بإجراءات الاستيراد وجائحة كورونا، محاولا اقناعهم أن جميع المواد الاستهلاكية الواسعة على غرار الزيت ارتفعت أسعارها بسبب النزاع الأمني في أوكرانيا؟!
زيت المائدة لمن استطاع إليه سبيلا
لا حديث يعوض الحديث عن ندرة زيت المائدة هذه الأيام بين سكان معسكر، رغم تدخل السلطات المحلية لطمأنة المواطنين بتوفير هذه المادة في الأسواق والمحلات، غير أن الواقع المعاش بولاية معسكر عبر كامل ترابها يؤكد أن الحصول على زيت المائدة صار أشبه بالعثور على إبرة في كومة قش، هذا في حال توفرت لدى المواطن معرفة خاصة بالتاجر.
كما لم يعد متاحا الحديث عن العادات والتقاليد في ظل التهاب الأسعار، فحتى العمل التضامني للجمعيات الذي عرف انتعاشا في العامين السابقين بفعل جائحة كوفيد 19 يعرف هذه الفترة تراجعا، على حد تعبير «عمر» أحد الناشطين المنظمين لحملة جمع الطرود الغذائية للمعوزين، الذي قال إن مساهمات جمعيته بلغت 1000 طردا غذائيا في أوج الازمة الصحية، ومع زوالها خلفت الأزمة آثارا سلبية على موارد الجمعية من إعانات المحسنين، مضيفا ان المحسنين لم يدخروا جهدا في مد يد العون للجمعيات والفقراء أيام الجائحة وأضرارها الناجمة عن توقف نشاط المهن الهشة، متأسفا لتراجع النشاط التضامني وعدم تمكنه من تغطية احتياجات بعض الأسر المعوزة هذا الموسم . 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024