تسير على نفس المنوال لليوم الـ٥

الأحزاب مسؤولة عن فتور الحملة الانتخابية

فريال/ب

إذا كانت الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية، التي جرت في العاشر ماي المنقضي، قد بدت فاترة في البداية قبل أن تعرف وتيرتها زيادة في السرعة، فإن الحملة الخاصة بالانتخابات المحلية التي يفصلنا عنها ثلاث أسابيع والتي دخلت اليوم الخامس من عمرها، لم تنطلق إذا ما استثني منها تنشيط بعض التجمعات الشعبية من قبل قادة الأحزاب الفاعلة والتي عجزت عن إضفاء الأجواء الانتخابية على العملية.أخفقت الطبقة السياسية ـ عموما ـ في تنشيط الحملة الانتخابية التي انطلقت الأحد الماضي، ورغم تنشيطها من قبل بعض الأحزاب التقليدية التي برزت في الميدان كما جرت العادة على عكس الأحزاب الفتية التي سجلت بصمتها بغيابها، إلا أنهم لم يتمكنوا من إضفاء الأجواء التي تطبع الحملة الانتخابية لاسيما وأن الأمر يتعلق بانتخابات محلية التي تهم المواطن بصفة مباشرة ولم يحدث وأن تخلف عنها ما جعل الأحزاب السياسية تخوضها بقوة وبإطمئنان نسبي بعد التخوف الكبير من هاجس العزوف الذي بات يؤرقها.
ورغم أن قادة التشكيلات السياسية بررت الفتور الذي يطبع الحملة في أيامها الأولى بتأخر تنصيب اللجان الولائية والبلدية لمراقبة الانتخابات وكذا إجراء القرعة الخاصة بتوزيع القاعات في اليوم الأول من الحملة الانتخابية ما أخر ضبط الأحزاب لبرامجها، إلا أن ذلك لا يخلي مسؤوليتها تماما لأن التأخر يؤثر على البرنامج لا على الأجواء الغائبة تماما.
وإذا كانت الأحزاب الفتية قد علقت عدم تحقيقها نتائج ايجابية في التشريعيات الأخيرة على شماعة التزوير، رغم أن النتائج المحققة كانت متوقعة نظرا لكونها جديدة وتفتقد للخبرة التي تصنع الفارق في مثل هذه الحالات، فإن الانتخابات المحلية وهي ثاني امتحان لها في السنة الجارية أظهرت بأنها لم تتمكن من التفاعل مع العملية الانتخابية وإقحام نفسها لفرض وجودها في الساحة السياسية.
وبقدر ما اشتدت المنافسة بين كل الأحزاب التي قررت دخول المعترك الانتخابي للحصول على موقع بالنسبة للبعض منها وتعزيز موقعها بالنسبة للبعض الأخر والتأكيد بالنسبة للتشكيلات الفائزة في الاستحقاقات الأخيرة بعد إقرار نسبة ٧ بالمائة كحد أدنى من الأصوات الناخبة للتمكن من الحصول على تمثيل في المجالس الشعبية المنتخبة البلدية والولائية، بقدر ما يسجل غيابها في الميدان وكأنها غير معنية بالاقتراع ولعل ما يؤكد هذا الطرح أن المساحات المخصصة للملصقات ما تزال فارغة ولم تعلق عليها صور، وان وجدت فإنها لزعماء أحزاب وليست للمرشحين.
استمرار غياب التشكيلات السياسية والمرشحين في أهم مرحلة من العملية الانتخابية قبل يوم الاقتراع ممثلة في الحملة الانتخابية، قد يكون سببا في عزوف المواطنين عن انتخابهم ومنحهم ثقتهم للتكفل بانشغالاتهم، وسيكون امتحان المحليات مناسبة لغربلة تلقائية للساحة السياسية وفق ما توقعه بعض الملاحظين الذين أكدوا بأنه ليس بإمكان كل الأحزاب الاستمرار.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024