تجارب ناجحة

نور الهدى حاسي.. تبدع في فن»الأركت»

البويرة: حسان سنوسي

الشابة نور الهدى حاسي، جامعية من مواليد 1989 بولاية البويرة، درست علم النفس تخصّص تنظيم وعمل، متحصّلة على شهادة الليسانس ثم الماستر، متطوّعة في عدة جمعيات منذ أن كانت طالبة في الجامعة، شاركت في عدة دورات في علم النفس والتربية، القيادة الإدارية والتطوير، بحوزتها أكثر من 40 شهادة ودبلوما.
تعتبر أوّل جزائرية تمتهن فن «الأركت» في التحف وألعاب الأطفال، لم تمنعها أنوثتها ولا بيئتها المحافِظة والظّروف والتحديات من خوض غمار هذا المجال، الذي يعد «حكرا» على الرجال، والغوص فيه، حيث أثبتت وجودها بطموحاتها الكبيرة وبإمكانياتها القليلة، وبدعم يكاد يكون منعدما، و»الأركت» هو فن تفريغ الخشب طبقا للأشكال المطلوبة بالرسومات المصمّمة بالمقاييس المحدّدة لإخراجها في شكل جميل يتناسب مع المكان الملائم لذلك.
منذ صغرها كانت نور الهدى مولعة بالأشغال اليدوية في المرحلة الابتدائية وإجادتها، وتتقن رسمها بأناملها الرّهيفة بطريقة عجيبة، من هنا كانت البداية وبعد تخرّجها من الجامعة، بدأت تشقّ طريقها نحو اكتشاف فن الأركت، بفضل احتكاكها بأحد الأخصائيّين النفسانيّين الدكتور معنان كمال في مقر جمعية الأطباء النفسانيين بالبويرة سنة 2013.
وواصلت رحلتها في البحث عن فن الأركت، عن طريق إجرائها لدورة تكوينية في كيفية استخدام آلة الأركت الكهربائية لصناعة ألعاب الأطفال، وما ساعدها على ذلك تكوينها الجامعي في مجال علم النفس التنظيم والعمل، الذي أهّلها أيضا في التعمق في كل ما له علاقة بهذا الفن، والولوج إلى هذا العالم من بابه الواسع.
ولاقت الشابة نور الهدى المساعدة والتشجيع من زميلتها الأخصائية الأرطوفونية ومديرة مركز باب الخير للتوحّد، ومن هنا بدأت في تنظيم دورات تكوينية في فن الأركت للكبار، وورشات للأطفال الصغار، رغم عراقيل كبيرة صادفتها في ممارسة هذا الفن، الذي له فوائد عظيمة على أطفال التوحّد وأوليائهم.
شاركت نور الهدى في عدّة معارض وطنية ومحلية، للتعريف بفن الأركت لصناعة التحف وألعاب الأطفال، ولاقت تجاوبا وإعجابا كبيرين من طرف المهتمّين والمولعين بهذا الفن، وتنقّلت إلى عدة ولايات قدّمت فيها دورات تدريبية خاصة في بسكرة، غرداية، تيزي وزو، العاصمة، سطيف، ميلة، وهران وغيرها.
يبقى حلمها الوحيد إنشاء مؤسّسة لصناعة ألعاب الأطفال والوسائل التربوية والتعليمية ولوازم الأطفال، خاصة منها الموجّهة لبرامج أطفال التوحد وذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك برامج الأطفال التعليمية مثل المنتسوري، كما يبقى طموحها أيضا تنظيم مسابقات للأطفال لعرض ابتكاراتهم في هذا المجال.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024