محمد يسعد.. عاد إلى الأرض لتحقيق حلمه

«الأزولا» بديـل الأعلاف بمستغــانم

حوار: غانية زيوي

يواجه القطاع الزراعي العديد من التهديدات والتحديات والضغوطات بما يؤدي إلى التأثير سلبا على هذا القطاع الاستراتيجي والذي يساهم بشكل مباشر في كل من إنتاج الغذاء وتحقيق الأمن الغذائي وفي العديد من الصناعات التحويلية الهامة.
تمكّن يسعد محمد ابن مستغانم من تطوير زراعة نبات «الأزولا» التي تعتبر بديلا في شعبة الأعلاف التي تعد مكملا غذائيا غنيا بالبروتينات للمواشي والطيور والأسماك، إثر توالي مواسم الجفاف وشحّ الأمطار على مربي الماشية والفلاحين، مما أدى إلى ارتفاع أسعار اللحوم باختلاف أنواعها نتيجة الارتفاع الجنوني في أسعار أعلاف الحيوانات.
ويتحدّث صاحب المشروع في حوار لجريدة «الشعب» عن تجربته:
«الشعب»: بداية ما الدافع وراء ولوجك عالم الفلاحة؟
يسعد محمد: بعد حصولي على شهادة الماستر في اللغة الألمانية وأمام نقص مناصب الشغل دفعني للبحث عن بدائل بدل الانتظار، فكرت مليا في الحل حتى قرّرت الرجوع إلى الأصل الى دوار المحادنية بلدية خضرة أين اقطن، لأعمل في الفلاحة بحكم طابعها الريفي، احتككت بالمزارعين. مع مرور الوقت اكتشفت انتشار بعض الأمراض بسبب علف الأنعام، ومن هنا بدأت رحلة البحث عن مسببات هذه الأمراض وبعد سنوات من البحث توصلت إلى نبتة صديقة وبديلة للأعلاف، لا تحتوي أي أضرار في تركيبتها، هي نبتة «الأزولا» التي تستخدم كمكمل غذائي لجميع أنواع الأنعام بمختلف أصنافها على غرار الدجاج الأغنام والأبقار وحتى الأسماك والإبل والخيل.
- حدثنا عن تجربتك الأولى في زراعة «الأزولا»؟
 لم تكن تجربتي الأولى في زراعتها سهلة، حيث قمنا بجلبها من دولة مصر ليتم العمل على إقلامها مع المناخ الجزائري، حيث دامت التجربة حوالي 8 أشهر لتكلل بالنجاح أخيرا، فهي تتميز بسهولة الزراعة وغزارة الإنتاج وسط الأحواض المائية.
كما تعتبر تكلفة انتاج الأزولا رخيصة جدا مقارنة بالأعلاف الأخرى، لأن الإنتاج يكون يوميا، يكفي فقط انشاء حوض بلاستيكي، تربة فلاحية وماء يمكن استعماله في السقي الفلاحي.
ويعد هذا المشروع من أنجح المشاريع التي تعرف طلبا كبيرا خاصة مع الارتفاع الجنوني في مادة الأعلاف التي أرهقت كاهل الفلاحين، مما دفعهم للاعتماد على هذه النبتة لما لها من أهمية اقتصادية وفلاحية وبيئية وصحية.
- عرّفنا أكثر عن نبتة «الأزولا»؟
 الأزولا عبارة عن نبات سرخسي يعيش طافيا على سطح الماء يحتوي على نسبة عالية من البروتين تصل إلى 25-44 في المائة، يستخدم كعلف للدجاج البياض والتسمين والأرانب والمواشي والأسماك والأغنام، خاصة البط ويستبدل بـ 50 في المائة من العلف المركز، كما أنه يعمل على زيادة إنتاج الألبان بنسبة 20 في المائة.
ومن أهم مميزات زراعته يمكن من خلاله استصلاح ملايين الهكتارات في الصحراء وتصدير الأزولا الجافة، توفير نفقات الأعلاف وبالتالي يساعد على خفض أسعار اللحوم، فضلا عن توفير مساحة البرسيم، لتحل محلها زراعة القمح لتحقيق اكتفاء ذاتي، وتشغيل ملايين الشباب في مشروع انتاجي مربح.
أما عن فوائد نبتة «الأزولا» فهي تستخدم بنجاح في الزراعة كمخصب نيتروجيني طبيعي لقدرتها على تثبيت الازوت، فضلا عن مصدر غذائي جيد ورخيص للحيوانات والدواجن والأسماك، وتنقية المياه.
- هل هناك طلب على «الأزولا» من قبل الفلاحين؟
 نعم هناك طلب كبير على هذه المادة خاصة أمام الارتفاع الجنوني في مادة الاعلاف الذي أرهق كاهل الفلاحين الساعين وراء البحث عن البديل الذي ينقص 50 بالمائة من تكاليف الأعلاف، وحتى ينقص في فاتورة بعض المواد الخام للأعلاف على غرار الذرى والقمح ومادة الصوجا.
وتساهم الأزولا في تقليص فاتورة استيراد المواد الخام للأعلاف بنسبة 50 في المائة، مقارنة بقيمتها البروتينية التي تصل إلى 40 في المائة أما مادة الصوجا فتصل الى 48 في المائة لذلك تعتبر البديل الواعد للصوجا، وبالتالي يمكن التخلي بنسبة تصل إلى 70 في المائة من استيراد هاته المادة الباهظة.
لكن المشكل يكمن في ضيق المكان الذي لا يساعد على تلبية كل حاجيات وطلبات الفلاحين ومربي الأبقار التي تزداد يوما بعد يوم.
- كلمة أخيرة؟
 من منبر جريدة «الشعب» أناشد السلطات المحلية لتقديم الدعم المالي والمرافقة وتوفير قطعة أرض التي تعدّ مشكلا أمام الانطلاقة الحقيقية للمشروع، حيث أعمل حاليا في أرض الوالد وبالكاد تكفي لسد احتياجات مزرعتي، لذا أناشد السلطات المحلية بتقديم يد المساعدة من أجل توسيع نشاطي الذي يهدف أساسا إلى تقليص من نفقات استيراد المواد الأولية المستخدمة في الأعلاف، خاصة الصوجا، فضلا عن تحقيق الاكتفاء محليا ولم لا وطنيا ويكون دعما للفلاحين والموالين بهذا العلف البديل مما سيساهم في النهوض بالقطاع الفلاحي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024