هشاشة العظام مرض صامت مجهول الأخطار والعواقب

36 بالمائة من الجزائريات تعاني من المرض بعد انقطاع الطمث

أكدت رئيسة مصلحة أمراض المفاصل والعظام بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية لدويرة، البروفسور شفيقة حويشات، أن نسبة 36 بالمائة من الجزائريات تعاني من هشاشة العظام بعد انقطاع الطمث.
وأوضحت ذات الاخصائية خلال يوم تحسيسي نظمته جمعية «مدسا» بالمركز التجاري لباب الزوار احياء لليوم العالمي للوقاية من هشاشة العظام الذي يتزامن مع 20 أكتوبر من كل سنة، أن نسبة 41.7 بالمائة من الجزائريات البالغات 45 سنة فما فوق تعاني من هشاشة العظام وذلك وفق دراسة انجزتها المؤسسة الاستشفائية الجامعية لدويرة بهذه المنطقة وضواحيها، مؤكدة، استنادا للمعاينات الطبية المتخصصة التي تقوم بها المؤسسات الاستشفائية عبر الوطن، أن 36 بالمائة من الجزائريات تعاني من الاصابة بهشاشة العظام بعد «سن اليأس».
وأرجعت البروفسور حويشات عوامل الاصابة بهشاشة العظام إلى عامل التقدم في السن والانقطاع المبكر للطمث وسوابق عائلية وقلة الحركة وتغذية فقيرة من ناحية الكالسيوم والفيتامين (د) وعدم التعرض لأشعة الشمس بقدر كافي إلى جانب الادمان عن التدخين والاستهلاك المفرط للكحول.
وأشارت إلى أن الأطباء يولون عناية خاصة في مجال التكفّل بهشاشة العظام لدى المرأة خاصة بعد انقطاع العادة الشهرية لكونها أكثر عرضة لهذا المرض الذي يمكن أن يصيب - كما أضافت - الأطفال والرجال من جميع الفئات العمرية.
وبخصوص التكفل بالمرض، عبرت ذات الأخصائية عن «ارتياحها» لتوفير جميع أصناف الأدوية، الى جانب سهولة الكشف عن طريق فحوصات ما يعرف باللغة اللاتينية ب (الديامو) لتحديد مدى صلابة أو هشاشة العظام.
وفيما يتعلق بالتقدم العفوي إلى العلاج قصد الوقاية المبكرة من المرض، قالت البروفسور حويشات أنه غالبا ما يتمّ الكشف عن هشاشة العظام بعد تعرض الفرد إلى كسور وهو ما يدل - حسبها - على أن الحالة في تقدم كبير للمرض.
ومن بين الأعراض الدالة على إصابة الفرد بمرض هشاشة العظام، أشارت ذات المتحدثة إلى نقص القامة واعوجاج الظهر إلى جانب الشعور بآلام حادة، مؤكدة بأن هذه الألآم ليس دائما سببها هشاشة العظام.
ومن جهتها، دعت السيدة محي الدين خولة من جمعية
«مدسا» المنظمة لهذا اليوم التحسيسي، جميع النساء اللواتي تعرضن إلى انقطاع الطمث مبكرا إلى اجراء فحوصات (الديامو) للكشف عن مدى صلابة العظام للوقاية من تعرض هذه الاخيرة إلى الهشاشة والتكفل بها قبل ظهور التعقيدات.
وقالت العديد من النساء اللواتي هنّ في سنّ اليأس الزائرات للمركز التجاري، أنهن لم يقمن «بتاتا» بالفحوصات الخاصة بهشاشة العظام بالرغم من معاناتهن من بعض الأوجاع وتعرض بعضهن إلى كسور، فضلا عن كون العديد من هن يجلهن بأنه يوجد تكفل بهذا المرض على مستوى المؤسسات الاستشفائية.
واستنادا الى معطيات طبية، يوجد نوعان من مرض هشاشة العظام يتمثل النوع الأول في إصابة أولية تحدث لدى الجنسين ولجميع الفئات العمرية وغالبا ما تصيب النساء بعد انقطاع الطمث كما تحدث في سنّ متأخرة لدى الرجال مقارنة بالنساء. أما النوع الثاني من الاصابة (ثانوية) فيتسبب فيها تناول بعض أنواع الأدوية (كالكورتيكوييد) إلى جانب أمراض أخرى.
وقد تمّ خلال هذه العملية التوعوية، تسليط الضوء على الصلة المباشرة بين هشاشة العظام (مرض يوصف بالصامت) والكسور التي لها أثار سلبية على نوعية حياة المصاب به من خلال تعرضه الى فقدان الاستقلالية في الحركة قد تصل في بعض الاحيان الى العجز التام إضافة إلى المعاناة الشديدة من الألم المترتبة عن هذا المرض.
وتعدّ الإصابة بهشاشة العظام من بين المشاكل الصحية العويصة - حسب المختصين الذين أكدوا بأن تعرض أحد الوالدين إلى الإصابة بهذا المرض أو الى كسور بالورك قد يزيد من خطر الاصابة بهذا الداء لدى الابناء مستقبلا.
وللتعرّف على عوامل الخطورة التي تتسبب في تعرض الشخص لمرض هشاشة العظام، يركز المختصون على الكشف عن التمثيل الغذائي للجسم من خلال نسبة الكالسيوم والهرمونات والفيتامينات التي تدخل في إطار تكوين الهيكل العظمي إلى جانب اجراء فحوصات تعرف بالـ(DMO) للكشف عن مدى صلابة أو هشاشة العظام.
واذا كانت العظام التي تشكّل جسم الانسان تبدو بدون حيوية بالنسبة لعامة الناس، فإنها في الحقيقة، وحسب الأطباء، تساهم بشكل كبير في البناء الحركي المكون من انسجة حية كخلايا العظام والخلايا الدهنية والأوعية الدموية إلى جانب مواد أخرى.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024