أكتوبر الوردي

دور مزيلات العرق في الإصابة بسرطان الثدي

 قالت صحيفة «لوموند» الفرنسية، إنّ دراسة جديدة نُشرت في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية في سبتمبر المنصرم قدمت دليلا يشير إلى الضرر المحتمل لأملاح الألمنيوم الموجودة في العديد من مزيلات العرق، وتساءلت: هل هذه المزيلات تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي؟
وأوضحت المجلة أنّ باحثين سويسريين قالوا إنّهم عرضوا خلايا هامستر، من ضمنها خلايا الثدي، لأملاح الألمنيوم الموجودة في مزيلات العرق، وأظهرت نتائجهم أن المعدن لا يدخل الخلايا فحسب، بل يتسبّب أيضا بسرعة في عدم الاستقرار الجيني في هذه الخلايا.
وقالت مؤسّسة غرانجيت التي ينتمي لها الباحثون - في بيان صحفي يتعلق بهذا الموضوع - إن «البحث الذي أُعدّ يُظهر أنّ الألمنيوم يغير الحمض النووي للخلايا بأساليب مكافئة لتلك الموجودة في المواد المسرطنة المعترف بها، ومن ثم يؤكّد قدرته على التسبب في السرطان».
علاقة واردة
 أظهر عالم الأحياء ستيفانو ماندريوتا وعالم الأورام أندريه باسكال سابينو - الذي قاد هذا الفريق - في عام 2012، أن خلايا الثدي البشرية المزروعة والمعرضة للألمنيوم في المختبر يحدث فيها تعديل وراثي، كما أظهرت دراساتهما في عام 2016، أن خلايا الغدة الثديية لدى الفئران التي زرعت في تركيزات الألمنيوم بمستوى مماثل لتلك الموجودة في الثدي البشري، عند حقنها في الفئران، تسببت في أورام نقيليّة شديدة العدوانية.
ويرى الباحثون أنّ الصلة بين استخدام مزيلات العرق والزيادة في الإصابة بسرطان الثدي التي لوحظت خلال 50 عاما الماضية، يجب أن تؤخذ على محمل الجد، بخاصة أن «80 % من الأورام تحدث في الجزء الخارجي من الغدة، وهو الجزء القريب من الإبط»، حسب أندريه باسكال سابينو.
مبدأ الوقاية
 في غضون ذلك، ورغم نتائج الباحثين السويسريين التي يدور حولها النقاش، قدّرت اللجنة العلمية لسلامة المستهلك وهي لجنة استشارية تابعة للاتحاد الأوروبي - في تقرير نُشر في مارس 2020 - أنّ مزيلات العرق لا تشكّل خطرا على الصحة إذا كان تركيز الألمنيوم فيها أقل من 10.6 % للرشاشات و6.25 % لغيرها، وهي أرقام أعلى من التركيزات التي لوحظت في المنتجات في السوق.
وفي عام 2011 - كما تقول الصحيفة - خلصت الوكالة الوطنية لسلامة الأدوية والمنتجات الصحية، إلى أنه لا يوجد دليل على الصلة بين التعرض للألمنيوم من خلال الجلد وظهور السرطان، وأوصت الجمعية الأمريكية لطب الأسنان بتقليل تركيز الألمنيوم في مستحضرات التجميل إلى 0.6 %، وعدم استخدام المنتجات التي تحتوي على الألمنيوم بعد الحلاقة مباشرة أو على الجلد التالف، لأن الامتصاص يكون أكبر وأقوى في هذه الحالات.
ولكن أحدث الدراسات التي أجراها فريق مؤسسة غرانجيت «ترسم مسارا للألمنيوم شبيها بمسار العوامل المسببة للسرطان، وتم إثباته الآن مثل التبغ أو الأسبستوس»، ويدعو هؤلاء العلماء السلطات إلى تقييد استخدام الألمنيوم في صناعة مستحضرات التجميل كإجراء احترازي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024