إحيـاء المولـد النبـوي الشريـف بالأوراس

احتفالات ترسخ قيم التضامن والتكافل الاجتماعي

باتنة: حمزة لموشي

 طبـــق الشخشوخــة التقليديــة سلطــان المائــدة

تلتزم العائلات الأوراسية بالاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، في يوم 12 ربيع الأول من كل سنة، بحرصها على الحفاظ على العادات والتقاليد الخاصة بهذه المناسبة الدينية العظيمة، والتي لا تزال راسخة في تاريخها ومتمسكة بها جيلا بعد جيل، من خلال الوفاء للمناسبة وتحويلها إلى فرصة لاحتفالات مميزة ترسخ قيم التضامن والتكافل الاجتماعي.
يعتبر الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة مهمة للعائلات الأوراسية بكل من ولايات باتنة، خنشلة، أم البواقي، قالمة لتعزيز أواصر صلة الرحم رغم جائحة كورونا وزيارة الأقارب والاجتماع على مائدة عشاء واحدة يكون طبق الشخشوخة التقليدية سيدا لها، إذ تقوم ربات البيوت بالتفنن في طهي هذا الطبق المحضر سواء بلحم الخروف أو الماعز أو الدجاج ولكل نكهته التي تميزه وتجعل منه سلطان الاحتفالات بهذه المناسبة الدينية العظيمة.
وكما هو معلوم وطنيا فإن طبق الشخشوخة رمز لأصالة وعراقة المطبخ الأوراسي منذ القدم، حيث استغلت النسوة مناسبة نهاية الأسبوع لصناعة الشخشوخة بالبيت عكس المناسبات الأخرى التي تقوم فيها ربات البيوت المنشغلة باقتنائها عكس مناسبة المولد التي تحرص النسوة على صناعة الشخشوخة بأناملها وتعليم بناتها ذلك، استعدادا للمستقبل الذي ينتظرهن كما أكدته لـ «الشعب» السيدة سامية -غ وهي ناشطة جمعوية مهتمة بالعادات والتقاليد بباتنة.
وأشارت محدثتنا إلى أن المناسبة فرصة ثمينة للحفاظ على العديد من بعض التقاليد الغذائية العريقة خاصة تحضير الأكلات والحلويات المشهورة في المنطقة، أين تتزين الموائد الأوراسية في سهرة المولد بالعديد من الأطباق اللذيذة على غرار الشخشوخة التي تتصدر أهم الأطباق المحضرة خصيصا للاحتفال بـ»المولود»، وهي الأكلة التي يعشقها كل الجزائريين، حيث يجتمع كل أفراد العائلة حول المائدة في جو أسري افتقدته العام الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا من الألفة والمحبة واستذكار سيرة خير خلق الانام محمد -صلى الله عليه وسلم.

الشخشوخة..خطوات بسيطة
عن كيفية تحضير طبق الشخشوخة الشاوية للاحتفال بالمولد وإكرام الضيوف المحتمل زيارتها أوضحت السيدة «د.ل» وهي موظفة بقطاع الصحة أن تقليد طبق الشخشوخة المميز لا تنازل عنه في هذه المناسبة وهو الاختيار الأمثل والوحيد فهو سيد الموائد في المناسبات يتم إعداده باقتناء لحم أبيض أو أحمر و4 حبات طماطم حمراء، 5 حبات جزر، 3 حبات بصل، 2 ملاعق طماطم مصبرة، قليل من الحمص المنقوع في الماء، 4ملاعق زيت وأخيرا التوابل وهي سر الطبخة وسحرها خاصة الفلفل الأسود والفلفل الأحمر والفلفل الحار لمن يحبون الحار هذا بخصوص مرق الطبق.
أما طريقة إعداد الشخشوخة فأشارت محدثتنا إلى أن لكل سيدة طريقة غير أنها تشترك جميعا في مقادير العجينة أو رقائق الشخشوخة بتوفير 2 كلغ دقيق متوسط، 500 غ فرينة، ملح، كمية من الماء
التي تُفرغ في الدقيق في إناء نظيف يضاف له الملح ثم يتم وضع ما يشبه الحفرة في وسطه ويسكب نصف كاس ماء لتبدأ عملية العجن حتى تصبح متجانسة وسهلة الاستعمال ثم تترك قليلا لتأتي عملية تكويرها إلى كويرات صغيرة تترك جانبا لمدة من الوقت، ليشرع بعدها في عملية طهيها.
وتواصل محدثتنا شرح كيفية تحضير سلطان مائدة الاوراس في المولد النبوي بالقول إنه يتم طهي أطراف الدجاج أو اللحم مع الزيت في قدر ونضيف له البصل المفروم والطماطم المقطعة إلى قطع صغيرة مع الملح والفلفل الأسود والأحمر والحار والطماطم المصبرة ونضيف نصف لتر من الماء ونضعها على النار ونبقى دائما نراقبها حتى لا تحترق، عندما يصل الدجاج إلى نصف طهي نضيف الجزر المقطّع والحمص المنقوع ونتركه للطهي.
وفي الختام، يتم تقطيع أوراق الشخشوخة بأصابع الإبهام والسبابة إلى قطع متوسطة وتوضع في صحن ويسكب عليها المرق حسب الحاجة مع وضع الدجاج والحمص وتزين الصحن بما لذ وطاب من الخضر المتوفرة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024