بعد انقطاع دام سنتين 

وعدة «رجال غريس» تظاهرة شعبية للتلاقي بمعسكر

معسكر: ام الخير. س

 ألعاب الفروسية وحلقات الشعر الملحون أهم مظاهرها

 مواقع التواصل الاجتماعي «البراح» الجديد للإعلان موعدها

 أعطت السلطات المحلية لمعسكر، الضوء الأخضر لإقامة وعدة «رجال غريس» التي كانت تحتضنها مدينة غريس والمناطق المجاورة لها كل موسم خريف إيذانا بحلول السنة الفلاحية.
استقبلت مدينة غريس أمس الجمعة، زوارها من مختلف ولايات الوطن لإحياء وتجديد موسم الوعدة الذي انقطع عن جمهوره الواسع بسبب إجراءات الحجر الصحي للحدّ من تفشي فيروس كوفيد 19، وشهدت إقامة وعدة رجال غريس تنظيما محكما للجهات الأمنية التي تدخلت لتنظيم حركة المرور وتحسيس المشاركين في هذا المهرجان الشعبي الثقافي بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والحفاظ على التباعد الجسدي قدر الممكن، زيادة على حثّ المشاركين بالوعدة على التلقيح ضد فيروس كوفيد 19.
تعدّ وعدة رجال غريس من أهم التظاهرات الشعبية التي حافظ عليها سكان المنطقة، الذين يعتبرونها فرصة سنوية للصدقة وإكرام الضيف بما لذّ وطاب من أطباق تقليدية يتصدرّها الكسكسي والفواكه الموسمية، فضلا عن كونها مهرجان ثقافي يجمع بين الأجيال وتستعرض خلاله مختلف الأنشطة الثقافية والرياضية والتجارية، من بينها بيع الألعاب والحلوى التقليدية وحلقات الشعر الملحون والغناء البدوي التي تحظى بإقبال واسع للمعجبين بها من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، إلى جانب ألعاب الفروسية التي شارك فيها الخيالة من المنطقة والولايات المجاورة.
واعتبر عدد من المشاركين في وعدة رجال غريس المناسبة، فرصة لتجديد التلاقي بالأحباب والأصحاب الذين يحضرون موسم الوعدة فور الاعلان عن موعدها ومكان اقامتها، على حدّ قول الفارس احمد بن نجادي الذي أوضح لـ»الشعب « مفهوم تسمية ـ الوعدة المشتق حسبه ـ من معنى كلمة
«الموعد»، مشيرا أن الأجداد الذين حافظوا على تنظيم هذه التظاهرة كانوا يعتبرونها فرصة للتعارف وموعدا لتجديد اللقاء وإبراز تقاليد كل منطقة ثرية بعرف إكرام الضيف، لافتا أن التظاهرة ثقافية اجتماعية بامتياز وهي فرصة لتجديد الارتباط بالتقاليد الاجتماعية والموروث الثقافي.
في حين يرى الشباب في مقتبل العمر، أن وعدة رجال غريس كانت فرصة للترويح عن أنفسهم لاسيما بعد فترة طويلة من الغلق والحجر الصحي، ومؤشر لعودة الحياة الطبيعية شاكرين الترخيص لهذه التظاهرة التي سمحت لهم بالاستمتاع بألعاب الفروسية والفنتازيا.
ولو أن الوعدات الموسمية تملك جمهورا واسعا من المهتمين لاسيما بعد أن اتسع حيز الإعلان عن مواعيدها عبر منصات التواصل الاجتماعي بدل «البرّاح» الذي كان يجول ويصول في الأسواق والساحات العامة للإعلان عن تنظيمها، إلا أن بعض الفئات مازالت تراها كضرب من الشرك والبدع، وفي ذلك قال أحد المشاركين الأمس بوعدة غريس، عبد الرحمان بن عودة، أن البدعة ما ابتدع في الدين والمناسبة ثقافية جامعة لكل الفئات الاجتماعية التي تبحث عن متنفس لها من الضغوط اليومية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024