بعد 18 شهرا من التوقف

الميترو يفكّ خناق الازدحام المروري في العاصمة

العاصميون يستعيدون «معالمهم» في التنقلات اليومية

شكلت عودة «مترو الجزائر» للخدمة الخميس الماضي متنفسا للعاصميين الذين أبدوا ارتياحا كبيرا لاستئناف الحركة بعد توقف دام عاما ونصف بسبب تداعيات جائحة كورونا، في جولة عبر محطات مترو العاصمة، لمسنا استحسانا كبيرا من طرف المواطنين لعودة هذه الوسيلة التي تختصر عليهم الوقت والجهد والضغط النفسي الناجم عن البحث عن أماكن لركن السيارات في تنقلهم، وازدحام الطرقات المشكل الذي يؤرق يوميات الجزائريين.

اختصار الوقت والجهد
بمحطة الحراش، أكدت السيدة سلمى، أم أربعينية كانت ترافق أطفالها للالتحاق بمدرستهم في حسين داي، على أهمية استعادة المواطنين لهذه الوسيلة التي لها تأثير مباشر على حياتهم اليومية من حيث تسهيل تنقلاتهم بين العديد من بلديات العاصمة، مشيرة إلى أنها ستكون «مطمئنة أكثر لإرسال أطفالها بمفردهم عبر خط المترو للالتحاق بمدرستهم، نظرا لتوفر المرافقة اللازمة من طرف أعوان المؤسسة».
من جهته، قال نجيم، الذي التقته وكالة الأنباء الجزائرية بمحطة حديقة التجارب، أن عودة خطوط المترو للحركة تمكنه من كسب بعض الوقت الصباحي لممارسة الرياضة قبل التوجّه إلى مقر العمل، وهو ما لم يكن متاحا له من قبل، بسبب بعد مسافة العمل عن المنزل والاحتياطات التي يضعها للالتحاق في الوقت المحدّد في ظل تذبذب حركة سير السيارات عبر الطرقات بين الفترة والأخرى.
وبالموازاة مع لجوء العديد من متوسطي وضعيفي الدخل للاستفادة من عروض وخدمات مؤسسة المترو بدلا من الاستمرار في استعمال حافلات النقل البري، فإن الإطارات ميسوري الحال يفضلون أيضا ركن سياراتهم والتوجّه نحو أقرب محطة مترو، وهو ما يجعل هذه الوسيلة مقصدا لكل فئات المواطنين.
وعبّر العديد من المواطنين ممن تحدثت إليهم واج عن فرحتهم بإعادة فتح المترو، داعين المؤسسة المسيرة له لتزويد بعض المحطات بمصاعد كهربائية وممرات لفئة لذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى، وإصلاح السلالم المتحركة لاسيما بمحطة الحراش.
ولوحظ تردد عدة مسؤولين بمؤسسة مترو الجزائر على متن القاطرات لمراقبة سير عملية نقل الزبائن، إلى جانب الفرق التقنية التي تراقب وتضبط التجهيزات وتراقب مدة سير القطار بين المحطات ومدة التوقف وتواجد كل الاعوان المكلفين في أماكنهم المحددة والتحقق أيضا من امتلاك الزبائن لبطاقات ركوب أو بطاقات اشتراك.

إجراءات الوقاية الحاضرة الأقوى
بالإضافة الى ذلك، تشرف فرق تقنية على مراقبة مدى احترام اجراءات الصحة والسلامة وقاية من كوفيد-19، من حيث الالتزام بالتباعد في الكراسي وعند الوقوف والالتزام بارتداء الكمامات وتطهير الأيدي بالهلام المعقم، إلى جانب الاشراف الدوري من طرف الاعوان المتواجدين في المحطات على تعقيم الاسطح المستعملة بكثرة وتعقيم الآلات والتجهيزات والكراسي والمداخل والأبواب.
كما لوحظ تواجد مكثف لعناصر الشرطة التي تحرص على الرقابة وتوفير الأمن عبر كل خط سير المترو.
وفي تأكيدها على الصرامة في تطبيق البروتكول الصحي، اعتمدت المؤسسة شعار «حافظو على صحتكم، احموا عائلتكم» لتحث الزبائن أكثر على الالتزام بالشروط الصحية، بالموازاة مع عدة تعليمات مرفقة تلزمهم باحترام مسافة الأمان في الطوابير على مستوى شبابيك البيع والموزعات الآلية وإجبارية وضع الكمامة والزامية احترام مسافة الأمان مع ترك الأولوية للمسافرين النازلين من القاطرات ومنع الصعود إلى قاطرات ممتلئة.

160 ألف مسافر يوميا عبر مترو الجزائر
ولاستيعاب العدد المعتبر من الزبائن بالموازاة مع تقليص عدد المسافرين في العربة الواحدة، لجأت الشركة إلى تعزيز خطوطها لتصل إلى 15 عربة لنقل المسافرين ساهمت في تقليص مدة الانتظار بين كل عربة مترو والأخرى إلى 4 دقائق و30 ثانية، حسب الرئيس المدير العام لمؤسسة استغلال وصيانة مترو الجزائر عمار جواهرة.
مؤكدا أن المؤسسة تعمل منذ انطلاق أول قاطرة في الساعة السادسة صباحا على تعويض المشتركين عن اشتراكاتهم السابقة التي منحت لهم قبل توقف المترو عن العمل، حيث تمّ خلال ساعة واحدة تعويض 45 مشتركا، مع استمرار العملية.
وتوفر بطاقات الاشتراك عدة صيغ تلبي رغبات كل فئات المجتمع، من تلاميذ وجامعيين وكبار السن ومختلف فئات العمال، وفي المتوسط، يصل عدد المسافرين في اليوم الواحد، ماعدا أيام الاسبوع والراحة الرسمية، 160 ألف مسافر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024