العمالة الموسمية ببومرداس

حقول عنب المائدة تستقطب فئات من مختلف الأعمار

بومرداس: ز - كمال

تحوّلت حقول عنب المائدة بولاية بومرداس إلى قبلة للعمالة الموسمية بحثا عن فرصة عمل بالنسبة للبطالين من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، من بينهم قصر من تلاميذ المدارس، طلبة جامعيين، أرباب اسر عاطلين أو بحثا عن دعم مداخلهم اليومية بنشاط إضافي لا يتعدى أحيانا ساعتين لملء شاحنة تتراوح حمولتها ما بين 250 إلى 400 صندوق حسب النوع، مقابل أجر لا يقل عن 1500 دينار.
بعيدا عن أعين الرقابة ولا حديث حتى عن الظاهرة من قبل مصالح مديرية التشغيل لبومرداس ومفتشية العمل، يواصل نشاط انتاج محصول عنب المائدة بكل أصنافه بدءاً بمنتوج «كاردينال» المبكر مع بداية شهر جوان إلى باقي الأصناف الأخرى المتأخرة منها «صابان»، «راد قلوب»، «داتي» وغيرها، استقطاب عشرات العمالة المحلية ومن خارج الولاية بحثا عن مدخول مادي ظرفي وبطريقة غير متعبة على العموم، مع امكانية مضاعفة الأجر وعدد الصناديق حسب الجهد والقوة أو حسب «شطارة» العامل.
وتحولت بعض النقاط والفضاءات الى «ايقونة» على المستوى الوطني تعرف بمنطقة «أولاد خداش»، وهو عبارة عن سوق ظرفي واقع بين بلديتي بن شود وبغلية شرق بومرداس، أو ملتقى يتجمع فيه العمال، الفلاحون من أصحاب حقول العنب، وتجار الشاحنات التي تحمل أرقام ترقيم من كل الولايات، وهنا تتم كل عمليات البيع والشراء و»المهاودة» بين المنتج والتاجر، ومباشرة بعد الاتفاق على السعر، يتسابق العمال للفوز بفرصة عمل لا تتجاوز ساعتين في الغالب لملء الشاحنة، في حين يكون المقابل المادي حسب عدد الصناديق التي تم ملؤها من قبل العامل.
بعيدا عن طريقة العمل ومداخيل الشباب التي لا تقل عن 1500 دينار عن كل شاحنة حسب تصريحات بعض العمال لـ «الشعب» أغلبهم طلبة جامعيين يستغلون فرصة العطلة لتحقيق كسب مادي يعينهم على مصاريف العام الدراسي، وأيضا درجة استقطابها للكثير من الفئات التي جمعتها الظروف الاجتماعية الصعبة بسبب شبح البطالة، تبقى الكثير من الأسئلة تطرح عن تداعيات الظاهرة على سوق الشغل المحلي نتيجة غياب الرقابة وصعوبة إحصاء عدد الناشطين في بعض القطاعات الاقتصادية والأنشطة غير المقننة كالنشاط الفلاحي والمهن الحرة داخل ورشات البناء.

ظاهـرة في انتشار وعمال بــلا تصريــح
 
لقد خضعت ظاهرة العمالة الموسمية للكثير من محاولات التشخيص من قبل الجهات المختصة في قطاع التشغيل، والحديث عن سلبياتها وأضرارها الاقتصادية على مصلحة الضرائب وصناديق التأمين منها الصندوق الوطني من تأمين العمال غير الأجراء «بسبب غياب كلي لعملية التصريح بالعمال وحمايتهم من مختلف أخطار العمل التي قد يتعرض لها الناشطون، وأغلبهم من فئة الشباب وتلاميذ مدارس المتوسط والثانوي، الذين يتهربون من الدراسة بحثا عن مبلغ 2000 دينار في ساعات معدودة، لكنها مع ذلك مستمرة وتزداد حدة بولاية بومرداس.
في الأخير يبقى التاجر أو المضارب كأحسن وصف للناشطين في قطاع التجارة ومنها شعبة الخضروات والفواكه، هو صاحب الحل والعقد والمتحكم في النشاط بكل مراحله، حيث فقد الفلاح المسكين كل نقاط الضغط والقوة لفرض منطقه وتحديد سعر السلعة وهامش الربح الخيالي، منها عنب المائدة الذي كان يسوق بسعر اقل من 100 دينار للكيلوغرام بالنسبة للنوعية الجيدة و30 دينار للنوعية الثانية، مقابل 180 الى 200 دينار في سوق التجزئة، أو 350 دينار بالنسبة لنوعية «موسكا» و»داتي»، مقابل استغلال اليد العاملة التي تقع مسؤوليتها وعبؤها المادي على الفلاح أيضا لأنه هو من يدفع الأجر وليس التاجر الذي يتهرب على كل المصالح، مع ذلك يستمتع بتعذيب المستهلك يوميا بلا رقيب ولا رادع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024