تنغس ظاهرة رمي النفايات وتصحر المساحات الخضراء على قلتها يوميات سكان مركز ولاية الشلف، في انتظار أن تجد العائلات والمصالح المعنية بالنظافة مخرجا للمعضلة التي باتت تهمة تتقاذفها مختلف الأطراف في محاولة واضحة للتنصّل من مسؤولية تفاقمها، في غياب المنتخبين وهو ما جعل المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بالولاية يخرج عن صمته مشهرا سيف الحجاج في وجه المتقاعسين بالبلديات.
صور الرمي العشوائي للنفايات وعدم الاكتراث بمحيط السكان الذين يعدون طرفا مؤثرا في تنامي الظاهرة، انطلاقا من انتشار سلوكيات غير حضارية تمسّ بالبيئة وتشوّه مناظرها بين العائلات التي ترى نفسها غير معنية بتلك المظاهر المشينة ومشوّهة للعمران وجماليات المدينة والأحياء والمرافق العمومية حسب معاينتنا لهذه المواقع التي صارت تثير استياء السكان أنفسهم وزائري المنطقة.
إلى جانب الأحياء والشوارع أصبحت الفضاءات العمومية على قلتها من مساحات خضراء ومحاور الدوران التي تتوسّط الطرقات لتسهيل حركة المرور في حالة يرثى لها، بعدما كلفت خزينة الدولة أموالا طائلة لإنجازها وتهيئتها كفضاء للتسلية والترفيه، وهو ما يعني رمي هذه المبالغ هباء منثورا دون استغلالها للغرض الذي انجزت من أجله، كما هو الحال بمحور دوران بحي الردار وطريق الوطني على مستوى حي بن سونة والمسلك الخاص بالمطار والنفق الخاص بحي الحرية ومحور طريق سنجاس بالقرب من المقبرة وغيرها من المحاور التي ظلّت مهملة، بعدما كلفت أموالا طائلة والتي كان من الأفضل توجيهها للتكفل بالنقائص المطروحة بجمع النفايات والقمامات.
ويتساءل السكان والزوار والغيورين عما وصلت إليه الوضعية المزرية من تسيب وإهمال، حيث صارت هذه الأماكن جرداء تكسوها التربة الحمراء وكأن شيء لم يكن حسب أقوال المتذمرين الذين طالبوا بشد الحزام وعدم الإنفاق في مرافق يكون مصيرها الإهمال.
ولم تختلف هذه المظاهر المؤسفة عما تعرفه بعض المساحات الخضراء على قلتها، الفضاء الذي تشييده حديثا بحي الزيتون بين مديرية الأشغال العمومية والري ومسح الأراضي وإدارة الصحة ومديرية الضرائب الجديدة والبريد وفرقة الشرطة ومديرية البيئة، أصبح صحراء قاحلة بعدما كانت العائلات تستمتع بخضرته، ليكون مصيره أرضا مهيأة للحرث.
لا تقتصر انشغالات السكان على هذه الساحة بل تعدى إلى الحديقة الحضرية التي كانت متنفسا للأسر شأنها شأن حديقة الشرفة التي اختفت لتحلّ محلها الأتربة الجافة والأشجار التي غرستها مصالح الغابات قبل اعتماد هذه الحديقة التي منحت في وقت سابق بطرق أثرت حفيظة سكان عاصمة الولاية.
وحمل محدثونا المسؤولية للمجالس البلدية المتعاقبة بأنهم قد وضعوا المساحات الخضراء كآخر اهتماماتهم، بل تسابقوا على نهب العقار بتواطؤ مع جهات نافذة في حكم العصابة يقول الغيورون على حالة المدينة التي فقدت كثيرا من معالمها الجمالية ومحيطها العمراني الذي دمره زلزال 10أكتوبر 1980.
من جانب آخر، لازالت المزابل العشوائية ديكورا في بعض الأحياء كما هو الحال بالطريق المؤدي نحو مسلك الطريق السيار من ناحية الرادار المنطقة 11 بجوار الإقامة الترقوية لبن عبورة، في صورة مخزية وبيئة مشوهة للعمران، وهي الصورة التي تتكرّر في مشاهد عديدة بولاية الشلف.
وخصّص مبالغ مالية ضمن عدة عمليات لتجاور الظروف المشوّهة وهو ما أكده والي الولاية لـ»الشعب» في لقائه الأخير، متوعدا المنتخبين بمتابعات قضائية.
