تقطير ماء الورد والزهر

عادة عريقة لإعلان إشراقة الربيع بقسنطينة

هي من بين أحد عادات المدينة العريقة التي تفوح نسماتها الزكية مع حلول كل فصل ربيع، حيث تعد عملية تقطير ماء الزهر والورد واحدة من بين أعرق الموروثات والتقاليد الجميلة بقسنطينة، فهي عادة قديمة جدا توارثتها الأجيال أبا عن جد إذ لا يأتي فصل الربيع دون أن تفوت العائلات القسنطينية فرصة الاحتفاء به وذلك من خلال تقطير ماء الورد والزهر لتعلن عن إشراقة الربيع.
وتأخذ هذه الصنعة نصيبا من اهتمام ربات البيوت أين يحضرن لها قبلا فيما تتطلّب العملية استعمال وسائل تقليدية، خاصة بالتقطير مثل ما يعرف لدى أهل المدينة بالقطار الذي يوضع على موقد قارورة غاز البوتان ونبات التقطير مثل الورود ونبات الزهر البيضاء.
تنطلق عملية التقطير في الصباح الباكر، حيث يتمّ وضع مكيال الزهر أو الورد بواسطة الغربال بمكيال محدد فوق القطار الذي تحوي طنجرته أو القدر الخاص به ماء، وبعدها يتمّ غلق القطار بإحكام قبل وضعه على النار وحتى تكون العملية سليمة تعمد النسوة إلى مراقبة الماء العلوي باستمرار وذلك لضمان برودته ومع تغييره، إن تطلّب الأمر وهذا حفاظا على نبات الزهر أو الورد من التلف، وهي العملية التي تتطلّب جهدا وصبرا طيلة يوم كامل ليتمّ في الأخير تجميع بضع لترات من ماء الزهر على شكل قطرات مائية تصب من فم القطار في قارورات زجاجية ذلك عبر مراحل أهمها الكمية الأولى التي يسمونها رأس القطار والكمية التي بعدها تسمى الكبة الثانية لتأتي في الأخير الكمية الثالثة التي يسمونها بالجر، أما عن تقطير الورد فهو يتمّ عبر مرحلة واحدة فقط.
 من بين الطقوس التي ترافق عملية التقطير بقسنطينة تجمع النسوة لإقامة عشاء تقليدي وتحضير طبق الشخشوخة أو التريدة وذلك بعد أن يرتدين ممن قمن بعملية التقطير أحسن الثياب يصنعن بعدها حلوى الطمينة بماء الورد وهي الطمينة التي تصنع خصيصا للاحتفالية، ومن بين طقوس التقطير أيضا قيام النسوة باستخدام الماء المستعمل في عملية التقطير لغسل مفروشات المنزل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024