أسـاطير جزيـرة «الماعـز»

زرقة البحـر وخضرة الجبـال تستقطبـان المصطافين بالعوانــة

 تعرف شواطئ العوانة خلال ما تبقى من الموسم الصيفي إقبالا كبيرا على غرار شواطئ ولاية جيجل لانفرادها بكساء نباتي خلاب، ونعومة رمالها، وسعة مساحتها، فهي تكفي الجميع والوجهة المفضلة للكثيرين.
من بين العديد من الشواطئ التي تعرف إقبالا كبيرا بالعوانة نجد شاطئ «الصخرة السوداء»، الذي يعد من الشواطئ التي تجمع بين البحر والمناظر الطبيعية، ما يجعل المنطقة مكانا مثاليا لقضاء العطلة الصيفية، إضافة إلى شاطئ برج بليدة «اندرو» على مساحة تصل إلى 25 ألف متر مربع، وشاطئ افتيس «ليزافتيس» الذي يبعد عن مدينة جيجل بـ 30 كلم غربا.
وتقع بلدية العوانة على بعد 20 كلم عن عاصمة الولاية جيجل، تتوسّط سبعة جبال في شكل أهرامات مطلة على البحر، وتعد قطبا هاما للسياحة، حيث تزخر بطبيعة عذراء، كما تشتهر بشاطئها الرملي عموما وبالجزيرة المتواجدة على بعد 800 متر من الشاطئ على الخصوص.
تعرف صعوبة في التنقل إليها بسبب التوافد الكبير للمصطافين إليها لاسيما في الفترة بين الرابعة مساء والتاسعة ليلا، أين يتشكل طابور للسيارات من مخرج بلدية العوانة المقابل لشاطئ الشالات إلى غاية محور الدوران بمدخل حديقة الحيوانات بكيسير، حيث يتطلب قطع حوالي 02 كلم أكثر من 03 ساعات، خصوصا في نهاية الأسبوع.
أساطير تغلف جزيرة الماعز «كافالو»
 تتوفّر جزيرة الأحلام «الماعز» على عوامل لجاذبيتها السياحية والترفيهية الفريدة من نوعها، فالعوانة تمثّل وجهة سياحية متألّقة على مدار السنة كون مناخها معتدل في كل الفصول وحار صيفا، إضافة إلى شواطئها الساحرة وقربها من حديقة الحيوانات.
وتقع جزيرة الماعز على بعد 800 متر من شاطئ العوانة الرّملي، يبلغ طولها حوالي 200 متر، أمّا عرضها المتوسط فيبلغ 110 أمتار تقريبا، يوجد بالجزيرة شاطئ رملي صغير بطول 70 مترا، وتقع أرضها التي تغطيها شجيرات صغيرة على كتلة صخرية محيطها 900 متر بالتقريب. تعتبر الجزيرة مقصدا للمصطافين والسيّاح من مختلف ربوع الوطن وجهاته، وملجئا للباحثين عن الهدوء والراحة بعيدا عن اكتظاظ الشواطئ، حيث يقصدها العشرات نهارا للسباحة والتمتع بأشعة الشمس، وهي تنعكس على الماء في حين اتخذها آخرون مكانا للتخييم والمبيت هناك.
ويطلق على الجزيرة اسم جزيرة الماعز - حسب إحدى الروايات - نسبة لقطيع الماعز، الذي كان يعيش على أرضها قبل أن تصله الأيدي وينقرض عن بكرة أبيه، وتذكر الروايات بهذا الخصوص أنه حدث وأن أصاب مرض غريب قطعان الماشية بالمنطقة، فأهلكها وكاد يقضي عليها تماما، عندئذ قرّر أحد المزارعين المحليين عزل الماعز المريض عن باقي القطيع حتى لا تنتقل العدوى إليه، فاهتدى إلى فكرة نقل الرؤوس المصابة إلى الجزيرة للتخلص من شر ذاك المرض...، توالت الأيام والشهور واختفى ذلك المرض الخطير من المنطقة تماما، وركب المزارع قاربا وراح للاطلاع على حال تلك الرؤوس التي سبق له وأن نقلها إلى الجزيرة وكان ظنّه أنها هلكت، فكانت المفاجئة لقد نجا الماعز وبرأ من مرضه، بل وتكاثر وأصبح متوحّشا، وبعد أن شاع الخبر في المنطقة وما جاورها راح هواة الصيد البرّي يتهافتون، ويتسابقون على اصطيادها حتى انقرضت تماما.
حديقة حيوانات فريدة من نوعها
 تبقى حديقة الحيوانات «كيسير» بغرب مدينة جيجل الوجهة المفضلة بالنسبة للسكان وكذا لزوار هذه المنطقة، ونظرا لنقص هياكل الترفيه والتسلية، يفضّل عديد المصطافين اغتنام فرصة تواجدهم بولاية جيجل لزيارة حديقة التسلية بالعوانة رفقة أبنائهم، حيث تعرف هذه الحديقة توافد الآلاف من الزوار عليها يوميا بعد استئناف موسم الاصطياف وتخفيف تدابير الحجر الصحي، إذ يقصدها الزوار لمشاهدة العديد من أصناف الحيوانات، بالإضافة إلى بعض أنواع الطيور، خاصة أنّ هذه الحديقة تدعّمت بحديقة ألعاب للأطفال يسيّرها أحد الخواص، كما يتمتع الزوار بمناظر طبيعية خلابة داخل الحديقة.
وتعد هذه الحديقة الموجودة بموقع غابي والمتربعة على 24 هكتارا بالمكان المسمى «كيسير» على مقربة الجسر الذي يحمل نفس التسمية مجمعا للترفيه ومكانا مفضلا وملائما للعائلات، حيث يعيش في هذا الفضاء 30 صنفا حيوانيا ما بين محلي وآخر جلب من الخارج، آخرها زوج دببة سوداء وآخر للذئاب الصربية. وتعتزم إدارة هذه الحديقة كذلك مضاعفة المنشآت الخاصة بألعاب الأطفال والتسلية المطلوبة أكثر من طرف الشباب الزائر لهذا الفضاء، كما توجد أرضية مخصّصة لتوقف السيارات بهذه الحديقة.
لحظة انتعاش واسترخاء
 باعتبارها واحدة من الوجهات السياحية الهامة في جيجل، تستقبل حديقة الحيوانات تازة بالقرب من سد كيسير زوارا كثر في فصل العطل، وتشهد اكتظاظا لا مثيل له من المواطنين القادمين من مختلف ولايات الوطن، كما تبينه ألواح أرقام السيارات، وهذا للاستمتاع بكل ما تجود بهذه الحديقة.
ويشكّل هذا الفضاء الأخضر المقصود على مدار أيام الأسبوع بفضل ثراء غطائه النباتي إطارا للعيش بالنسبة لأولئك الذين يتوجهون إليه بحثا عن لحظة استرخاء وانتعاش، كما تعد الصناعة التقليدية ممثلة في هذه الحديقة من خلال المحلات التي تعرض بيع أواني الطبخ المصنوعة من الطين، علاوة على التحف التذكارية الخاصة بالمنطقة سببا آخر ليكون المكان قبلة للزوار.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024