تحويسـةdz

«تمـالــوس».. بين بلاد «حلـزون» وحجــارة القبــور الجنائزيـــة

تعتبر مدينة تمالوس مركزا لدائرة تابعة لولاية سكيكدة تقع غرب الولاية، تبلغ مساحتها حوالي 368.09 كم²، هي منطقة فلاحية بالدرجة الأولى، تنتشر فيها زراعة أشجار الزيتون وزراعة الفراولة الفريدة من نوعها، نتساءل اليوم عن أصل اسمها (تمالوس)، والذي يثير جدلا وخلافا بين الباحثين في تاريخ المنطقة وميثولوجيتها، وحول أصوله ومعانيه.
هناك توجّه يرى أصحابه بأنّ التسمية ذات أصول أمازيغية، وهو الراجح ولكن هناك خلاف بينهم في التفاسير، لذلك نجد من ينسبها لقبيلة مالوسة أو ملوزة، وهي قبيلة أمازيغية كتامية سكنت المنطقة الممتدة من واد الصفصاف إلى واد الكبير غرب الميلية بجيجل، ومنها انحدرت عدة أعراش كالزرامنة وجرمانة وبني مهنا وغيرها، معنى مالوس هي الترنيمة التي تكرر أو التسبيحة التي تعاد كثيرا، ولها معنى ثاني هو الطين والوحل والحمأ، وهو مرتبط بالطبيعة الرطبة للمنطقة.
وهناك من يرجح هذا التفسير لأن مدينة تمالوس تقع ضمن الأراضي التابعة لفروع هذه القبيلة الكتامية حتى الآن، ويؤكّد المختصون وجود خلاف حول الاسم، لكنهم يرجحون أيضا أنّ الاسم امازيغي، فـ «هناك من يدّعي أن الاسم فينيقي قديم ويعني المروج الخضراء، وهناك من يقول انه امازيغي ويعني بلاد الحلزون…ويرجح أغلبهم الطرح الثاني لأنه الأقرب (تا آملوس)، أي كلمة (آملوس = الحلزون) مع اللاحقة (تا) التي نجد مدلولها في المتداول الطوبونيمي لشمال إفريقيا يعني (بلاد)، أي معناها (بلاد الحلزون)، إذ ينتشر بكثرة الحلزون في المنطقة لوجود رطوبة معتبرة، وحقول مخضرة في أغلب فصول السنة على الضفة اليسرى لوادي الڨبلي المار على يسار المدينة».
من جهة أخرى، هناك من يقول إن الإسم من اللغة الرومانية أو اللاتينية Tamlus، وتعني حجارة القبور الجنائزية Les dolmens، وذلك لكثرة الحجارة الملساء في المنطقة التي تستخدم في الدفن لدى الرومان.
وهناك اتجاه آخر يرى أصحابه أن الاسم عربي، ويرجع لكلمة ملساء نسبة للحجارة الملساء المنتشرة في المنطقة.
وبالرغم من التحولات التي شهدتها المنطقة منذ القديم إلى أن أصبحت مركزا إداريا في عهد الاحتلال الفرنسي، الذي دخل لمناطق سكيكدة في سنوات 1837-1839م، وشيد بعض المنازل والمراكز الإدارية في المنطقة، ثم توسعت لتصبح مدينة صغيرة حوله، وفي الثورة تعرض أهل المناطق الجبلية المجاورة لها للتهجير القسري، ليتم وضعهم في المحتشدات في ضواحيها لعزلهم على الثوار، ثم استقروا بشكل نهائي بالمدينة، وبذلك توسعت أكثر بعد الاستقلال، وأصبحت مركزا لدائرة إدارية، فقد احتفظت باسمها القديم كما أنّ أغلب سكانها اليوم من أصول امازيغية كتامية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024