قبل أن تجعلهم الأفضل

يجب أن يكون أطفالك سعداء

 إذا لم نعلّمهم أن السعادة تكمن في التفاصيل الصغيرة، سيعانون عندما يصبحون بالغين من الإحباط والضغوط، ولن تكون لديهم المعرفة الكافية بأنفسهم.
نصبح أحيانا مهووسين بفكرة جعل أطفالنا مثاليين والأفضل في كل شيء، في حين لا نولي الاهتمام الكافي بسعادتهم، كما تقول الكاتبة خينسيس روميرو، في هذا التقرير الذي نشرته مجلة “إيريس ماما” الإسبانية، إن بعض الآباء يضعون توقعات لأطفالهم قد تعيق نموهم الفكري ونضجهم وتمنعهم من اكتشاف ذواتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
وعادة ما يشير الآباء والأمهات إلى أن النجاح هو السبيل الوحيد للشعور بالسعادة، في حين أن ربط السعادة بالنجاح يعطي الطفل منظورا محدودا عن الحياة، ويمكن أن يتسبب له في الإحباط أو الحزن أو الخوف من الإخفاق.
وأوردت الكاتبة أن الشعور بالسعادة أمر سهل على الأطفال إذا لم نسلط عليهم عبئا عاطفيا بفرض رغباتنا عليهم، ظنا منا أن أطفالنا سيكونون ممتنين لذلك يوما ما، لكن ما يحدث هو العكس تمامًا.
ونبّهت الكاتبة على أن توقعات الوالدين ورغبتهم أن يكون طفلهما “الأفضل” ستجعله يشعر بعدم الأمان، وبأنه غير سعيد، وغير متسامح مع نفسه عند ارتكاب الأخطاء، إلى جانب تدني احترامه لذاته.

قرارات تخص حياة أطفالكم

يتخذ الآباء والأمهات قرارات تخص حياة أطفالهم، ويبذلون قصارى جهدهم لضمان رفاهيتهم، ولكن يجب أن نتجنب فرض نماذج الحياة المثالية على أطفالنا ونتوقف عن مقارنتهم بالآخرين.
إنّ جميع الآباء يحاولون إعداد أطفالهم لمواجهة الحياة، بيد أن جعل أهدافهم تقتصر فقط على النجاح لن يؤدي إلا إلى قص أجنحتهم وحرمانهم من فرصة إظهار قدراتهم الحقيقية التي قد لا تتماشى مع توقعاتنا.
وإذا لم نعلمهم أن السعادة تكمن في التفاصيل الصغيرة، سيعانون عندما يصبحون بالغين من الإحباط والضغوط، ولن تكون لديهم المعرفة الكافية بأنفسهم.

عواقب دفع الطّفل إلى النّجاح

أشارت الكاتبة إلى عواقب دفع الطفل إلى النجاح التي يمكن تلخيصها في 4 تأثيرات سلبية:
فقدان المعرفة الذاتية والاستقلالية
عندما نركز على دفع الطفل ليكون “الأفضل” وفقا لمثُلنا، فإننا نسلبه إمكانية معرفة نفسه وتطوير قدراته الخاصة. فعلى سبيل المثال، ربما تريده أن يلعب كرة القدم لكنه يحب الرسم أو التمثيل، وإذا لم تمنحه الفرصة لاستكشاف مجالات مختلفة، فلن يكتشف مهاراته الحقيقية أبدا.
وبدلا من تشجيعه على التطور، أنت بذلك تضع أمامه العوائق التي ستمنعه من المضي قدما في الحياة وفقا لقدراته، والتمتع باستقلاليته، وسيحول ذلك دون اكتشاف طريقته الخاصة في تحقيق النجاح والسعادة.
تقييد حريّته
إذا طلبنا من الطفل أن يكون الأفضل في كل
شيء، فإنّنا لا نمنحه مساحة ليعيش كل مرحلة من حياته بمرح وإبداع وفضول. في الطفولة، كما الحال في أي مرحلة من الحياة، نتعلم ونستمتع أكثر عندما يتاح لنا حيز من الحرية. لهذا السبب، من المهم تجنب تسليط الضغوط على أطفالنا لجعلهم يتصرفون مثلما نريد وليس كما يريدون هم.
تدنّي احترام الذّات  إذا أخبرنا أطفالنا أن النجاح هو الهدف في الحياة، ولم نعلمهم الاستمتاع بحياتهم كما يريدون، فإنهم سيفعلون كل شيء لتحقيق نتائج جيدة، بغض النظر عن مدى إدراكهم لفوائد ما يفعلون. وعند بلوغهم الهدف المنشود، لن يشعروا بالرضا لأن كل ما يبحثون عنه سيكون تحقيق الكمال؛ سيؤدي هذا الأمر إلى فقدان شعورهم بالرضا عن أدائهم ولن يحتفلوا بإنجازاتهم.
الخوف من الفشل
يولّد الخوف من الفشل حاجزًا يمنعنا من
المضي قدمًا، والطفل الذي يخاف من الفشل سيكون في المستقبل شخصا قلقا ومتطلبا، ولا يشعر بالأمان.
هذا ما يجب أن تعلّمه لطفلك
قبل أن تجعلهم الأفضل، يجب أن يكون أطفالك

سعداء؛ ويكون ذلك بإظهار محبتنا لهم
ومنحهم ثقتنا، ومن الضروري تشجيعهم على
استكشاف العالم بلا حدود. ولتحقيق ذلك، لا تنس هذه النقاط المهمة:
من المهم أن تذكّر طفلك أنك تحبه، ولا يهم إذا كان يحب شيئا مختلفا عنك؛ لا بد أن تحترمه وتدعمه في اختياراته، إذا كان ذلك يجعله سعيدا.
بيّن له أنه مهما ارتكب من أخطاء ستكون دائما إلى جانبه، ولا شيء سيغير مشاعرك تجاهه.
شجّعه على الاستمتاع والاستكشاف واللعب مع الأطفال الآخرين، بهذه الطريقة فقط سيطور المهارات والقدرات الاجتماعية اللازمة لينمّي ثقته بنفسه من دون خوف من الفشل.
لّمه حقوقه وواجباته، وذكّره بأنه يستحق الاحترام نفسه مثل الآخرين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024