معلقة بين سفوح جبال الونشريس

«بني بوعتاب» بالشلف قطب ينتظر التثمين

الشلف: و.ي. أعرايبي

غابات تستهوي مريدي التجوال

لازالت المعالم السياحية الطبيعية بخصوصيتها الترفيهية مهملة ببلدية «بني بوعتاب» المعلقة بين سفوح جبال الونشريس وشريطها الغابي، الذي يزف صورا مائية تعكسها زرقة مياه سد «الكريمية»  الرابط بين سلسلتين جبليتين تثير المتعة والارتياح، غير أن هذه المميزات الترفيهية باتت مهملة ما حرم العائلات والشباب وقتا للراحة والاستجمام.
المعلم الترفيهي من خلال موقعه الجغرافي لم ينل حظه من العناية والاهتمام بالرغم من سحر جماله الذي يكاد يضاهي الشريط الساحلي لولاية الشلف، بالنظر إلى روعة المكان التي تختلف حسب تصريحات بعض الشباب الذين التقينا بهم بعين المكان عن الشواطئ بضوضائها وحركيتها وازدحام مصطافيها، في حين بات سحر السد والجبال الغابية المحيط بها موطنا للهدوء والسكينة والراحة التي ينشدها السائح أو الزائر سواء من داخل محيط البلديات التابعة له كما هو متداول لدى عامة سكان الولاية من تسميات متعددة كقولهم سد الكريمية وسد واد الفضة وسد بني بوعتاب، أو خارجها من المناطق المجاورة.
غير أن الموقع الترابي الحالي يرسم إمتداده لأراضي بني عتاب الريفية المحاذية لمرتفعات ولايتي تسمسيلت وعين الدفلى من الناحية الجنوبية بحسب أقوال سكان المنطقة الناقمين على اهمال هذه المعالم التي كان من المفروض أن تكون فضاء سياحيا يدر بمداخل على أبناء المنطقة والعائلات المتعلقة بالفلاحية الجبلية على قلة عائداتها يشير محدثونا الغاضبين على منتخبيهم والسلطات المحلية لعجزهم عن وجه المنطقة بإعطائها سياحيا، يكون وجهة مفضلة للكثير من العائلات.
يحدث هذا على ضوء ما أسموه بالتهميش وحرمان سكان البلدية والمناطق المحيط بها من باحثين عن الهدوء والسياحة الجبلية والمواقع المائية كالسدود وأحواض المجمعات على قلتها كسد سيدي يعقوب الذي يمتد على أراضي الشلف بشكل كبير ومناطق من غليزان وتسمسيلت.          
لكن، ما يثير القلق لدى بعض العائلات والشباب والفضوليين من هواة الصيد القاري الترفيهي الذين يترددون على سد بني بوعتاب هو عدم اكتراث المنتخبين والمسؤولين منذ سنوات إلى غاية كتابة هذه السطور بتهيئة المنطقة وخلق فضاءات وهياكل  خدماتية من شأنها جلب السياح إلى المنطقة وبالتالي تمكين أبناء الناحية من إيجاد مناصب عمل وشغل توفر لهم قوتهم اليومي في ظل البطالة الخانقة التي يغرق فيها هؤلاء، حسب معاينتنا لواقعهم خاصة وان لهم أفكار من شأنها تنشيط الجانب السياحي بهذه الجبال والسد الذي يشكل لوحة طبيعية ذي نظرة سياحية، لكن كان بإمكان الجهات المعنية توسيعه حتى يساهم في تفعيل موسم الإصطياف وتنمية هذه البلدية الفقيرة والتي تغيب عنها المداخيل بحسب رئيس بلديتها الذي عايناها معا بعدما قطعنا تضاريس ومنعرجات خطيرة كانت في زمن الإرهاب من نقاط سوداء بالولاية إلى أن طهرها الجيش الوطني وأعاد لها الروح والاستقرار السكاني والأمني.
مثل هذه الفضاءات المريحة والتي تلقى إرتياح كل من وصلها واحتك بمظاهرها الطبيعية بحاجة إلى إجراءات عملية من شأنها ضمان موسم اصطياف هادئ لسكان المنطقة الذين يتعذر عليهم قطع المسافة بين سكناتهم والشريط الساحلي بالنظر إلى خطورة حركة المرور وازدحامها ما جعله مصدر قلق المصطافين.
فهل تتحرك البلدية المعنية بتنشيط هذا الفضاء كمورد سياحي مدرّ للثروة ومفعل لحركة التنمية، أم سيبقى الحال على ما هو عليه، وهو ما يعني تفويت الفرصة عن الزوار والعائلات في التنزّه والاستجمام بمياه السد ومناظر السلسلة الجبلية والغابات المحيطة بهذا المعلم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024