,تحويسة  DZ

جامع «كتشاوة» 4آلاف جزائري اعتصموا داخله دفاعا عنه من بطش المستعمر

يعتبر جامع كتشاوة العتيق، من أشهر المساجد التاريخية بالجزائر وأكبرها، حيث يعود للفترة العثمانية بالجزائر، بناه حسن باشا سنة 1612م، تعني كلمة كتشاوة، بالتركية «العنزة»، وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى ساحة الماعز المجاورة ما تعرف حاليا بساحة الشهداء.
يقـع، هذا الصرح الديني بالواجهة البحرية في وسط ساحة الشهداء أسفل القصبة العتيقة بالعاصمة، ويعتبر تحفة معمارية ومنبرا علميا ومعلما تاريخية يحاكي حقبة من الزمن مرت بها الجزائر وشاهد على العديد من الأحداث والتغييرات البارزة التي مرت بها خلال حقبة من الزمن بداية من العهد العثماني إلى غاية الاستقلال.
جديـر بالذكر، أن وصوله إلى هذه المرحلة مر بعدة أحداث لعل أهمها عندما تم تحويله من طرف الاحتلال الفرنسي من قبل الدوق «دور فيغو»، القائد الأعلى للقوات الفرنسية آنذاك إلى كنسية بعد حرقه لجميع المصاحف الموجودة بالمسجد في ساحة الماعز المجاورة له، محاولا بذلك ضرب كل ما يمد بصلة للشريعة الإسلامية وطمس تعاليم الدين الإسلامي وبالتالي القضاء على المقومات الوطنية للجزائريين، مما أثار غضب سكان العاصمة على هذا الإجراء التعسفي واعتبروه مساس بحرمة الدين الإسلامي، حيث اعتصم ما يزيد عن أربعة آلاف جزائري داخل المسجد تنديدا بهذا العمل الشنيع الذي لا يمد للإنسانية بصلة، غير أن «روفيغو» لم يتوان في قتلهم والتنكيل بهم في ساحة الشهداء، وكانت مقولته الشهيرة ( يلزمني أجمل مسجد في الجزائر لنجعل منه معبد إله للمسيحيين )، وفعلا تم تحويل المسجد إلى كنيسة سميت سانت فليب وصلى فيها المسيحيون أول صلاة مسيحية لهم ليلة عيد الميلاد في 24 ديسمبر 1882م، عندها بعثت الملكة إميلي زوجة لويس فليب هدايا ثمينة للكنيسة الجديدة، في حين أرسل الملك العديد من الستار الفاخرة كما أرسل البابا غريغو عدة تماثيل للقدسيين، وبقيت الكنيسة مفتوحة أمام المسيحيون بالجزائر إلى غاية الاستقلال سنة 1962 ليتم تحويلها فيما بعد إلى مسجد وأقيمت فيها أول صلاة جمعة في 5 جويلية 1962م، وكان خطيبها العام الشيخ البشير الإبراهيمي أحد مؤسسي جمعية العلماء المسلمين الجزائيين.
وهكذا أصبح جامع كتشاوة منبر علمي تقدم فيه العديد من المحاضرات والدروس الدينية ويقدمها مشايخ وعلماء دين جزائريـون.
ورغم مرور الزمن، إلا أن هذا المعلم التاريخي مازال يصارع تقلبات الزمن والعصور المتعاقبة عليه والملامح الأثرية على جدرانه الداخلية والخارجية تؤكد انتمائه للثقافة الإسلامية التي حاول المستعمر طمسها.
هذا وتم ترميم المسجد من طرف الوكالة الوطنية التركية للتعاون والتنسيق «تيكا» بالتعاون مع علماء آثار جزائريون استمرت الأشغال به نحو 3سنوات بعد أن تم غلقه سنة 2007 إثر زلزال 2003م، ليستعيد المسجد مكانته التاريخية بالجزائر في شهر فيفري 2018 بحضـور الرئيس التركي رجب أردوغان وزوجته.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024