معرض مفتوح على البحر، الغابات والبحيرات

«القالة».. سنفونية تعزفها طبيعة ساحرة و مرجان

يفتن السائح المار عبر الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين ولاية عنابة ومدينة القالة بمزيج آسر يجمع بين مياه بحر شفافة وبحيرات متلألئة واخضرار أشجار في خلطة سحرية لا يعرف سرها الا من جلس بين طبيعتها الخلابة، ليجد نفسه أمام معرض مفتوح تتنوع لوحاته بين بحر، ومرجان، غابة وبحيرات أربع تعزف الطيور المهاجرة لحنها الازلي.  

راحة واسترخاء بعيدا عن الشاطئ
تعد مدينة القالة من أشهر دوائر الطارف تشتهر بشواطئها الرائعة الجمال كـ «كاب روزا»، الشاطئ الكبير (قروند بلاج)، «لا كالاس» 1 و2، لعوينات، لا ميسيدا، لوزينة، القالة القديمة وغيرها كما تشتهر هذه المدينة بالمرجان الذي يستخدم في صناعة الحلي والأدوية وغيرها من الأشياء الأخرى.
وبها محمية عالمية تسمى محمية القالة العالمية يوجد فيها غابات رائعة والطيور المهاجرة هروبا من شتاء أوروبا وحيوانات مختلفة يأتيها السياح من كل مكان للتعرف عليها والتمتع بمناظرها الخلابة وزيارة معارضها.
كل هذه الخصائص الطبيعية منحتها مؤهلات سياحية هامة فتحت أمامها آفاقاً واعدة لبعث نشاطات سياحية، الأمر الذي جعلها تتحول شيئا فشيئا إلى قبلة متميزة يقصدها المصطافون من كل حدب وصوب، فمواقعها الطبيعية الفريدة وثرواتها الطبيعية الهائلة جعلت منها مهوىً لأفئدة المصطافين وملاذا لعشاق الطبيعة يستجيرون به من حرِّ الصيف ورمضائه.
تتواجد بالقالة فضاءات طبيعية خلابة وجذابة تستقطب طيلة فصول السنة أعدادا كبيرة من العائلات التي يتهافتون عليها طلبا للراحة والاسترخاء والترفيه والاكتشاف، حيث تتميز ببحيراتها الطبيعية مثل الملاح التي تمتد على طول الطريق البلدي باتجاه القالة القديمة أو»أوبيرا» والتي تقع على امتداد الطريق الوطني رقم 84، وكذاك بحيرة «طونغا» الواقعة بمحاذاة الطريق الوطني رقم 44 إلى جانب غاباتها الكثيفة الغنية بأشجار الفلين والصنوبر البحري.
هذه المواقع الخلابة التي تزخر بمختلف أنواع النباتات والأصناف الحيوانية تستقطب في أغلب الأحيان هواة الطبيعة الذين يَنْشُدُون الراحة والاسترخاء، وتمكن العائلات من التمتع بهدوء الطبيعة بعيدا عن أخطار البحر وفوضى مصطافيه.
للشواطئ وآثارها القديمة معجبيها
الى جانب غاباتها وبحيراتها تتوفر القالة أيضا على 8 شواطئ من بينها شاطئ «مسيدا» و»العوينات» و»المرجان»، هذه الشواطئ التي يتزايد توافد المصطافين عليها نظرا لموقعها القريب من المدينة.
وبشاطئ «لحناية» ببلدية «بريحان» التي تحتضنها الكثبان الرملية الذهبية يجد المصطاف أجواء الاسترخاء والاستجمام قريبا من نسمات البحر المنعشة، كما تضفي المرتفعات الشرقية التي تحيط بالقالة صورا جمالية لطبيعة خلابة وفريدة من نوعها بالمنطقة تجمع بين خضرة الطبيعة والبحيرات الشاسعة التي تفرز إلى جانب شريطها الساحلي ثلاثة أنظمة بيئية ذات أهمية إيكولوجية وعلمية أكيدة.
ما يجذب السياح بمدينة القالة «الكنيسة القديمة» التي تُعد معلما أثريا يعود بناؤه إلى القرن 18 ميلادي، وقد تم تصنيفها كإرث تاريخي، لكن الإهمال طالها في ظل غياب الاهتمام بهذا المعلم، ورغم موقعها الهام المتمركز في كورنيش المدينة وجمال شكلها الخارجي إلا أنها تبقى مغلقة في وجه محبي التجوال عبر صفحات التاريخ من خلال الاثار القديمة، كذلك «الحصن الفرنسي» المتواجد في موقع استراتيجي بأعالي المدينة والمطل على الكورنيش الساحلي لعاصمة المرجان، هو الآخر يعد كنزا أثريا هاما في انتظار استغلاله وجعله واجهة سياحية بامتياز.
المرجان...علامة فارقة
لا يمكن الحديث عن القالة دون ان نعرج على صناعة المرجان، حيث تُعد المدينة من المدن الساحلية الجزائرية الخلابة، تزخر إلى جانب سكيكدة، تنس، عنابة وغيرها، بمادة ثمينة ونادرة هي «الشعاب المرجانية» التي تشكل المورد الأساس لنمو الأسماك، ومصدر رزق أغلب العائلات التي تقطن باللؤلؤة الساحرة.
وتشكل هذه الثروة موردا هاما للبلد ولولاية الطارف أيضا، غير أن عملية نهب وتخريب هذه المادة أدت إلى انقراض بعض الأسماك مثل الجمبري والمرلون بسبب نشاطات العصابات رغم إحباط عمليات التهريب من طرف مصالح الجمارك وحراس السواحل.
ويؤكد حرفيو صناعة المرجان بالمنطقة ان المرجان بالإضافة إلى كونه مفيدا للزينة هو مفيد أيضا للصحة، خاصة الدورة الدموية خصوصا في فتح الأوعية الدموية، ومفيد ايضا للجلد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024