,تحويسة  DZ

“إيومنيوم” آثار رومانية صامدة

يعتبر الموقع الأثري إيومنيوم القديم المتمثل حاليا في تيقزيرت بولاية تيزي وزو بالشمال الشرقي للجزائر، من بين المواقع المحتفظة بميزات الحضارات القديمة لاسيما الرومانية منها، فموقعها الاستراتيجي الذي يمزج بين الجبال والبحر جلب إليها الرومان فأقاموا بها معسكر قصد حماية ثرواتها المتعددة التي تمول بها روما عبر البحر.
 حيث استغل الرومان موقع تيقزيرت في المجال الاقتصادي لما توفره من المنتجات الزراعية وكذلك في الجانب العسكري والأمني حيث وبفضلها يمكن مراقبة هذه المنطقة التي عرفت بالمقاومة المحلية العنيفة والثورات المتعددة الرافضة للوجود الروماني فسنحاول هنا إعطاء ولو فكرة موجزة حول المعالم الأثرية المتواجدة بالموقع والتي مازالت صامدة وبارزة للعيان رغم تعرضها لمختلف عوامل التلف المعروفة والمضرة بالمعالم والبقايا الأثرية.
يعد الموقع الأثري بتيقزيرت من بين المواقع المصنفة من ضمن التراث الثقافي المادي للجزائر نجد به المعالم الأساسية لمدينة رومانية فهذه المباني والمعالم بنيت بيد محلية وبمواد تتوفر بالمنطقة أو أتي بها من المناطق المجاورة إيمنيوم أو تيقزيرت حاليا هي من بين العديد من المواقع التي كانت من ضمن نطاق موريطانيا القيصرية من جهتها الشمالية الشرقية.
تعد مدينة تيقزيرت من المدن الواقعة على الشريط الساحلي الجزائري، المدينة حديثة النشأة، تاريخ بناءها يعود إلى نهاية القرن التاسع عشر حوالي سنة 1881، موقعها الجغرافي جد هام لتوضعها أقصى شمال البروز الساحلية والمرتفعات الجبلية، تنغمر في البحر بالمنحدرات العديدة و كذلك بشبه جزيرة و أيضا بالجزيرة التي تبعد عن الخط الساحلي بمائة متر، يعد هذا الموقع البحري جد هام حيث يتوسط رأسين، رأس تادلس شرقا (موقع تاقصبت) و رأس بنقوت غربا (موقع مدينة دلس)، حيث شكلت هذه المواقع مراكز عبور في الفترات الزمنية الغابرة، أسماءها العتيقة خير دليل على ذلك والتي توحي بالتواجد الفينيقي في المنطقة، حيث يعود الاسم العتيق لمدينة تيقزيرت «إيومنيوم» إلى الفترة الرومانية، إلا أن أصل وجودها يعود للفترة البونية.
كما تعتبر «تيقزيرت» المدينة السياحية الخلابة مقصدا للسياح والمتنزهين الباحثين عن الراحة والاستجمام في ولاية تيزي وزو، تقع بين مدينتي «دلس» و»أزفون» تستقطب عدد كبير من السياح من كل الأعمار لاحتوائها على شواطئ رائعة الى جانب تلك الآثار التي خلفتها مختلف الحضارات المتعاقبة القديمة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024