,تحويسة  DZ

عيون القصبة تروي ظمأ العطشى لقرون طويلة

تتميز القصبة العتيقة بالجزائر العاصمة، بعيونها المائية المنتشرة عبر أزقتها والتي تشدّ الناظر إليها من خلال هندستها المعمارية المميزة وبهاء ألوان «الزليـج» الذي يلفها من كل الجوانب، والتي وصل عددها إلى أكثر من 200 عين، إلا أنه لم يبق منها إلا ستة عيون صامدة وهي: عين «سيدي رمضان»، «عين مزوقة»، «عين سيدي محمد»، «عين بئر جباح»، «عين بئر شبانة» و»عين سيدي بنالي».
 يعود تاريخ بناء هذه العيون إلى القرن 16، ثم إلى الفترة العثمانية بالجزائر، حيث إن أغلب هذه العيون بناها أبناء مزغنة بشكل بدائي، لكن مع مجيء أهل الأندلس إلى الجزائر تمّ تصميمها وتزينها بشكل متطوّر بفضل علماء الري والمهندسين الأندلسيين الذين قاموا بإنشاء قنوات الصرف الصحي، كذلك بناء نافورة وسط الدار في كل دويرة بالقصبة.
كل عين من عيون القصبة تحمل اسم خاص بها وله دلالة مميزة ارتبطت ببعض القيم الاجتماعية والثقافية الخاصة بالمنطقة مثل «منبع سبع عيون» الذي ارتبط بالبوقالات الشعبية، حيث كانت نساء القصبة يجلبن الماء من 7عيون مختلفة وإذا تعذّر عليهن الأمر يختصرن الموضوع في عين واحدة فقط ولذلك سميت بسبع عيون، كذلك عين «محمد شريف» المشهورة والتي صورت بها عدة أفلام وعين «الهجاجل» التي كانت تأوي إليها النساء المطلقات للشكوى والاستئناس ببعضهن البعض.
يجب ألا ننسى الدور الهام الذي لعبته هذه العيون إبان الثورة التحريرية في أزقة القصبة التي كانت معقل الثوار آنذاك، فلولا هذه العيون لمات مئات الفدائيون عطشا، لذلك سميت أبرز عيون القصبة بـ «عيون الفدائيين»، لا تنحصر عيون القصبة في البيوت فقط حتى مساجدها لا تخلو منها وبعضها مازال موجودا حتى يومنا هذا مثل مسجد «سيدي رمضان» وأيضا مسجد «علي بتشين» أو ما يسمى اليوم بـ «زوج عيون».
رغم مرور حقبة من الزمن على هذه المعالم الأثرية التي تؤرخ لفترة زمنية مضت ورغم الإهمال والتخريب الذي طالها، حيث إن مربعاتها الخزفية الأصلية تصدّعت واستبدلت بأخرى عصرية إلا أنها مازالت صامدة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024