أعلى مدينة في الجزائر، «تاظروك»

ثروات متنوعة ومعالم سياحية بحاجة للاستثمار

تمنراست: محمد الصالح بن حود

مدينة ساحرة زاوجت بين المناخ والطبيعة 

رسومات صخرية وكتابات تيفيناغ تعود لـ 6000 سنة قبل الميلاد

تُصنّف كأعلى مدينة في الوطن بعلو يصل إلى 1900 متر عن مستوى سطح البحر، بها رسومات صخرية وكتابات تيفيناغ تعود لمرحلة ما قبل التاريخ أي 6000 سنة قبل الميلاد حسب الدراسات، و»ثاني فقارة فلاحية» تعود لعام 1865 خلال مرحلة حكم الأمنوكال الحاج أحمد البكري للهقار، وأول شجرة «التين» للشيخ كرزيكة أق حمدالله في حدود سنة 1836م، تعد منطقة بركانية الأمر الذي جعلها ذات بيئة جيولوجية متنوعة المعادن الثمينة والطاقات، «تاظروك» مدينة هاربة من الزمن لتروي مقوماتها السياحية والاقتصادية حكاية أنسان روّض الطبيعة منذ الألف السنين.    

بالجهة الشمالية الشرقية من ولاية تمنغست، وعلى بعد 180 كلم تقع دائرة تاظروك، المدينة الثقافية والسياحية والتاريخية التي شهدت أولى بوادر استقرار البدو الرحل لمجتمع الطوارق «إموهاغ»، خلال مرحلة حكم الأمنوكال الحاج أحمد البكري (1830 ـ 1877).
هي إحدى أهم المواقع الإستراتيجية للهقار، لما تتميز به من معلومات تاريخية ومقومات فلاحية واجتماعية وكنوز ثقافية وسياحة وإمكانيات طاقوية ومعدنية طبيعية وإقتصادية عالمية، وغيرها من الآفاق الإنسانية التنموية المتنوعة، تحوزها مدينة تقدر مساحتها بحوالي 77 ألف كلم مربع، وتعداد سكاني بلغ حوالي أزيد من 6000 نسمة.
يعتبر الأستاذ سنوسي كرزيكة مدير مكتبة المطالعة بالمدينة في حديثه لـ»الشعب»، مدينة «تاظروك» أهم إقليم جغرافي فلاحي سياحي ثقافي واقتصادي يستطيع النهوض بالتنمية المستدامة التي تسعى الدولة الجزائرية لتحقيقها، نظرا للثروات المختلفة التي تحتوي عليها المنطقة، يضاف لها المناخ الرائع الذي يميز المنطقة بفضل طابعها الفلاحي وارتفاعها عن سطح البحر، الذي جعلها تصنف كأعلى مدينة في الوطن بعلو يصل إلى 1900 متر عن مستوى سطح البحر، مما أهّلها لتكون إحدى الوجهات المحبذة بقوة للعائلات من الولايات المجاورة المعروفة بشدة الحرارة كـ «أدرار، عين صالح»
وغيرها.

محطات أثرية تعود إلى ما قبل التاريخ
أضاف الباحث في التراث المادي واللامادي سنوسي كرزيكة، أن تاظروك موقع هام للسياحة إذ تحتوي على مواقع أثرية هامة جدا، بدءا منطقة «توقين» التي تبعد حوالي 10كلم على مقر البلدية الرئيسي، وتحوي على رسومات صخرية وكتابات تيفيناغ تعود لمرحلة ما قبل التاريخ أي 6000 سنة قبل الميلاد حسب الدراسات، و»ثاني فقارة فلاحية» تعود لعام 1865 خلال مرحلة حكم الأمنوكال الحاج أحمد البكري للهقار، وأول شجرة «التين» للشيخ كرزيكة أق حمدالله في حدود سنة 1836م، بالإضافة إلى مساجد عتيقة مثل مسجد «أغرم شارف» المتواجد حاليا بحي قطع الواد بوسط المدينة الذي يعود تاريخ إنجازه لحدود عام 1839 للشيخ سيدي محمد أق أكال، ومسجد آخر يعود للأمنوكال الحاج أحمد البكري كلها معالم أثرية تحتاج إلى عناية أكبر واستقطاب سياحي لها مع شمولية المناظر الخلابة لكل مناطق تاظروك.
وفي وسط المدينة تاظروك نجد قصر المجاهد البطل سيدي محمد بن عثمان بن أمنوكال ناهقار الحاج أحمد البكري الذي بني عام 1911م، ويشهد حاليا إهمال تام وإنهيار تدريجي وإهتراء، إذ يناشد سكان تاظروك المسؤولين دائما بإعادة ترميمه دون أي إستجابة.
هذا المعالم الأثرية والمواقع، يضيف الشاعر سنوسي كرزيكة يضاف لها تواجد منطقة تاسيلي ناهقار المعروفة عالميا بإقليم مدينة تاظروك، كإحدى أهم الأقطاب والمواقع السياحية بالبلدية، والتي شهدت إقبال كبير للسياح.

مقومات فلاحية واقتصادية
بالإضافة إلى المؤهلات السياحية والثقافية، تتمتع بلدية تاظروك بمقومات فلاحية متنوّعة فهي تنتج مختلف الفواكه مثل العنب والتين والتفاح والإجاص والخوخ.. الخ أما الخضر نجد البطاطا والبصل والجزر والخس والطماطم.. الخ فهي كلها منتجات بحاجة إلى دعم فلاحي حقيقي واستثمار جاد للنهوض بها، إضافة إلى أنها منطقة بركانية الأمر الذي جعلها ذات بيئة جيولوجية متنوعة المعادن الثمينة والطاقات، مما يجعلها حسب سنوسي كرزيكة أرض خصبة لاستثمارات في شتى المجالات من شأنها الرقي بالاقتصاد الوطني.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024