اكتئاب ما بعد العطلة

الرعاية الذاتية مفتاح تجاوز الآثار السلبية

مع اقتراب الدخول الاجتماعي ونهاية فصل العطل، يجد البعض أنفسهم امام حالة نفسية تؤثر سلبا على التحاقهم بمقرات عملهم، فترك ملذات الصيف ليس أمرا سهلا دائما، حيث إن بعض الناس يتعاملون مع العودة إلى روتين العمل بشكل سيئ، ويمكن أن يؤثر عليهم عندما يحين الوقت لذلك.
يطلق على الانزعاج الناتج عن العودة إلى العمل ما يعرف باكتئاب ما بعد العطلة، وفق ما قاله الكاتب غييرمو روبلز في تقرير نشرته صحيفة «أ بي ثي» الإسبانية.
وبينت إليسا غارسيا - الخبيرة والمختصة النفسية في مركز البرادو للطب النفسي - أن «اكتئاب ما بعد العطلة يعتبر جزءا من اضطراب التكيف، وهو ليس اضطرابا سريريا في حد ذاته».
وتابعت «صحيح أن هذا الاضطراب لديه بعض الأعراض الجسدية والعقلية في بعض الأحيان، ولكن يحدث ذلك فقط عندما يصبح روتين العودة إلى العمل أمرا مرهقا، وينطوي على مجهود مفرط وشعور بارتفاع الطلب».

عودة مرهقة
فيما يتعلّق بظهور هذا النوع من الاكتئاب، أكدت عالمة النفس أن «العودة إلى العمل يمكن أن تصبح أصعب مما ينبغي أو يُنظر إليها على أنها فترة مرهقة، لأنها تتطلب تغييرا في الجداول الزمنية والروتينية التي أصبحنا غير معتادين عليها، وهو ما يعني زيادة الشعور بالضغط والإجهاد العاطفي».
وأوضحت الطبيبة النفسية الطريقة التي يتجلى من خلالها هذا النوع من الاضطراب قائلة «يبدأ الأمر قبل العودة إلى العمل، عندما يشعر الشخص بالقلق والتعب العاطفي وعدم الرغبة في العودة للعمل وحتى الخوف من عدم القدرة على تلبية كل مهام العمل التي تنتظره مثلما كان يفعل قبل التمتع بالعطلة، وتتنوع الأعراض بشكل كبير حسب كل شخص، ولكنه يؤدي بشكل أساسي إلى الإحباط والقلق والحزن».

متلازمة الاكتئاب
فيما يتعلّق بالمدة التي تستمر فيها متلازمة الاكتئاب بعد الإجازة عادة، تقول الخبيرة إن «الفترة العادية يجب ألا تتجاوز 15 يوما وقد يعني استمرارها لمدة أطول، أنه من المحتمل أننا نعاني من مشاكل في بيئة العمل وهو أمر قد يزيد من ضغوط ما بعد الإجازة».
وتوضّح الخبيرة غارسيا أن «بعض أعراض الحزن لا تعني الإصابة بالاكتئاب بعد العطلة، فالاكتئاب يقتصر بشكل أكبر على اللامبالاة الشديدة والملل والحزن المؤقت، والتي يجب أن تعود إلى طبيعتها بعد فترة معينة وتجنب الاختباء في هذا النوع من الاكتئاب ومعرفة ما إذا كان هناك خلفية مخفية أكثر خطورة».

هكذا تتجاوزه
أفادت الطبيبة النفسية بأنه «في حال تكرار هذه الأعراض التي عادة ما تحدث كل سنة في نفس التواريخ، فإن الشخص نفسه سيعرف أنه يمكن أن يعاني من هذه النوبات وأفضل شيء لهؤلاء الأشخاص هو إعداد روتين ومحاولة عدم العودة في آخر يوم من العطلة إلى المنزل، يمكن تنظيم جداول العودة إلى العمل والتعامل مع الأمر ببساطة أكبر».
وتابعت غارسيا «هناك أشخاص غير قادرين على النوم في الليلة التي تسبق العودة إلى العمل، تماما مثل الأطفال عند عودتهم إلى المدرسة، لذلك يُنصح أيضا بالبدء في ممارسة الرياضة والاعتناء بالنظام الغذائي، باختصار، تعتبر الرعاية الذاتية المفتاح كي ندرك عقليا أن العودة قادمة ولا مفر منها وهو ما يجعلها أمرا سلسا وسهلا».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024