معلم سياحي يحتاج للاستثمار

شرفات «غوفي» تجمع سحر الطبيعة وعراقة التاريخ

باتنة: حمزة لموشي

تتميز ولاية باتنة بوجود عدد من المعالم السياحية الطبيعية والتاريخية التي جعلت منها ولاية سياحية بامتياز، رغم ضعف الخدمات التي يقدمها هذ القطاع وعدم مواكبته للحاصل عالميا، على غرار الاهتمام بهذه المعالم السياحية والاستثمار فيها، رغم ما تشهده من إقبال منقطع النظير للسياح من الولاية وخارجها وحتى من خارج الجزائر وهم السياح الذين حالت جائحة كورونا دون تواجدهم التقليدي لعامين على التوالي.
تتوفر الولاية على موروث تاريخي حضاري وسياحي مهم يمكنه أن يصبح صناعة قائمة بذاتها لو استغلت هذه المعالم من طرف الجهات المعنية المسؤولة عن قطاع السياحة جيدا وعلى رأسها شرفات «غوفي» المعروفة عالميا بجمالها وسحرها ودفئها حيث أصبحت في السنوات الاخيرة الوجهة المفضلة للعائلات للتنزه والتمتع بجمالها خاصة في زمن الكورونا الذي تم فيه غلق كل الفضاءات الترفيهية بولاية باتنة وحتى بالولايات الساحلية الاخرى.
تتواجد هذه الشرفات الساحرة في أقصى الجهة الجنوبية الشرقية لولاية باتنة، وهي التي تصنف ضمن التراث العالمي كونها من بين أجمل المواقع السياحية الوطنية والعالمية، وهي عبارة عن قرية سياحية ضاربة في اعماق التاريخ مساكنها قديمة وقلاعها عتيقة، بنيت أثناء لجوء أحمد باي لقسنطينة في أعقاب الاحتلال الفرنسي للجزائر.
وتتميز مساكنها المبنية من الحجر في المرتفعات السكنية بهندسة فنية عالية لتتناسب مع الشتاء البارد والصف الساخن بين جبلين ومرتفعين صخريين، يفصلهما الوادي الأبيض الذي تنتشر في اسفله أشجار النخيل والزيتون، تبعد عن مدينة اريس بحوالي 30 كلم بين حدود ولايتي باتنة وبسكرة.
تتميز ايضا ببساتينها من مختلف الأشجار المثمرة، خاصة فاكهة التين والتفاح والزيتون. فالمنطقة تمتد على مساحة 113 هكتار، 10 هكتارات منها قابلة للتهيئة والاستثمار. ولعل ما زاد المنطقة جمالا حفاظ اهلها على عديد الصناعات التقليدية حيث لا تزال العديد من الانشطة الخاصة بصناعة تحف من الخشب والنحاس والحجر ومختلف الصناعات النسيجية، بالإضافة إلى العادات والتقاليد العتيقة. يستحيل على الزائر لهذه المنطقة ان يعود دون تذكار يوثق تلك الزيارة السياحية الجميلة، حيث يحرص السياح على اقتناء ما يسحر عيونهم من تحف مصنوعة بأنامل الرجال والنساء سكان المنطقة وذلك رغم وجود مركز تجاري واحد بغوفي، يعتبر متحفا مفتوحا على الهواء الطلق يجمع بين ثناياه انواعا مختلفة من الحلي والمجوهرات والزرابي والمفروشات، والأواني المنزلية المصنوعة من الخشب والنحاس تأسر عيون كل من يراها فتجده يتهافت على اقتناء البعض منها وجعلها تحفا تزين منزله وتوثق لرحلته.
فموقع غوفي الطبيعي والاستراتيجي جعل منها درة المواقع السياحية بباتنة، فالزائر لها يستمتع وهو واقف في اعلى قممها على ثراء وتنوع وكرم الطبيعة بهذه المنطقة الساحرة، التي استعصت في الماضي على الاستعمار الفرنسي في اقتحامها اين ابان ساكنتها على قوة وبسالة كبيرة في الدفاع عن ارضهم مخلفين العدو هزائم نكراء لا تزال بعض المعالم التاريخية بغوفي شاهدة على ذلك خاصة قلاعه العتيقة كآيث ميمون وآيث منصور وآيث يحيى.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024