جزيرة «رشقون» أو «أكرا» بعين تموشنت

فضاء إيكولوجي وبيولوجي وقطب سياحي بامتياز

 

 

 

تقع جزيرة رشقون السياحية على بعد أزيد من ثلاثين كيلومترا غرب ولاية عين تموشنت، يعود تاريخها إلى القرن السابع قبل الميلاد. تتربع على 15 هكتارا، بها منارة شيدت سنة 1879 على أساس بناء ميناء بني صاف المعروفة بجزيرة «ليلا»، وهي كلمة إسبانية تعني الجزيرة الصغيرة. فقد قدِم الفينيقيون إلى هذا المكان وأسسوا مدينة قرطاجة واستوطنوا بجزيرة «رشقون» التي كانت تدعى جزيرة «أكرا»، وهو اسم أمازيغي يعني الرأس، لتأخذ تسمية «أفغول» في العهد الإسباني إلى أن تعود رشقون في وقتنا الحالي.

كونها منطقة إستراتيجية لها واجهة مقابلة لوادي «تافنة» الذي كان في قديم الزمان نهرا ذا مصب كبير، وبما أن الفينيقيين مشهورون بالتجارة تمركزوا هناك من أجل التبادل التجاري الذي كان يعتمد على المقايضة في غياب العملة النقدية آنذاك، كالمعادن الثمينة من ذهب وفضة وعاج ومواد غذائية، وهو ما يوحي بوجود حضارة منذ 28 قرنا، بينما القرطاجيون كانوا يتميزون بصناعات، لاسيما القماش باللون الأحمر الأرجواني.
 وبما أن الفينيقيين كانوا يتنقلون عبر موانئ البحر الأبيض المتوسط، بدءا من مرسيليا وإيطاليا من خلال التنقيبات الأثرية، أين وجدت مقبرة بها نحو 100 قبر تعتمد على الحرق عادة لم يعرف بها النوميديون، والتي من خلالها تبين لعلماء الآثار أنها تعود للفينيقيين الذين كانت لهم متاجر مستوطنة لمدة قرنين، ثم منتصف القرن الرابع قبل الميلاد جاء بحار إغريقي يدعى بيدرو سكيلاكس.
ومن الناحية الإيكولوجية لها أهمية بالغة كونها صنفت سنة 2012 كمنطقة رطبة للمحافظة على الكائنات الحية تتواجد بها طيور مهددة بالانقراض، فضلا عن أنها منطقة عبور للطيور المهاجرة، على غرار النورس والطيور التي تتجه نحو إفريقيا، إلى جانب وجود كائنات مائية، فضلا عن النباتات النادرة التي لها دور كبير في التوازن البيئي، وفي هذا السياق يتطلع علماء أخصائيون في البيولوجيا لدراسة الكائنات الحية من نباتات وطيور. جزيرة «رشقون» بجمالها التاريخي تتميز بجمال طبيعي بها معالم تاريخية عايشت كل الحضارات كل واحدة منها تميزت بأنشطها الكثيرة، بدءا من المنطقة الفينيقية، ثم البربرية، فالرومانية وبعدها الإسلامية، بعدها الإسبانية، مرورا بالفرنسية إلى غاية يومنا هذا.
وما يزيد من أهميتها على أكثر من مستوى وفي أكثر من مجال، أن هذه الأخيرة يعود تاريخ نشأتها إلى عصور ما قبل التاريخ يقدر بملايين السنين اثناء فترة انشطار اليابسة وبداية تشكل القارات، حسبما أكده المؤرخون من خلال نتائج أبحاثهم، والذين أوضحوا أن البربر الذين استوطنوا شمال إفريقيا بشكل عام والجزائر بوجه خاص، قد سكنوا الجزيرة في فترة تصل إلى عام 650 قبل الميلاد وذلك استنادا للقطع الاثرية التي وجدت بالمكان خلال مختلف عمليات البحث والدراسات التي قامت بها بعثات مختصة والتي توجد العديد منها في المتاحف.
منارة طريق البحّارة
تعد منارة جزيرة رشقون منارة توتيد تستخدم لملاحة القوارب التي ترسو في بني صاف، الذي يقع قبالة قرية رشقون الساحلية في عين تموشنت، تم بناؤها في عام 1870 على الجرف المرتفع في الجزء الشمالي من الجزيرة.
بنيت المنارة على جزيرة رشقون شمال غرب بني صاف، يمكن الوصول إليها باستخدام قارب، شيدت على منحدر في الجزء الشمالي من الجزيرة، وهو عبارة عن برج حجري مربع يبلغ ارتفاعه 18,9م عند سفحه مبنى يستخدم مسكنًا للحراس، يوجد جنوباً في محيط المنارة ملحقات الغرف الفنية، فيما ترتفع المنارة إلى 84,4 م فوق مستوى سطح البحر.
يتم توفير الإضاءة بضوء أحمر بوميضين في 10 ثوانٍ من 20 ميلاً بحريًا أو ما يقرب من 37 كم، تومض الأضواء بالألوان عندما يمثل القطاع البحري مخاطر محتملة، ويبلغ مدى الإضاءة 22 ميلا بحريا، أو حوالي41كم مما يجعلها منارة من الدرجة الثانية.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024