,تحويسة  DZ

أقبية «بربروس»... شاهد عيان على بطولات الأسلاف

تتمركز على طول 200 متر وعرض 8 أمتار ونصف، وعمق 3 أمتار، الأقبية المحاذية للأميرالية الجزائرية، تم بناءها في سنتين، من حجارة تامنفوست وتيبازة، بالإضافة إلى حجارة حصن «البنيو»، وأمام مدخل قبو خير الدين بربروس مقر المتحف العمومي الوطني البحري، الشاهد على خمسة قرون مضت، كان فيها قبو خير الدين كـ»شوكة» في حلق كل معتد.
ليصبح في الفترة العثمانية أكبر وأعظم أسطول في البحر المتوسط، وتصبح الجزائر مرسى العالمية والنقطة الأساسية بالمغرب العربي الإسلامي ككل، وصفها سبنسر في عهد رياس البحر «إن الجزائر تعد جوهرة البحر الأبيض المتوسط، ودار الجهاد ضد أوروبا، ومعلم بحري بالدرجة الأولى».
يحتوي من جهته الجنوبية كتابة تأسيسية للبرج، وأجزاء من أعمدة رخامية، وشاهد لقبر قدم كهبة من أميرالية الجزائر، كما يحتوي على أربعة أفران ومعجنة تعود إلى الفترة الاستعمار الفرنسي، ومن الجهة الشمالية نجد مدفعين، قدم الأول كهبة من الأميرالية والثاني وجد بأعالي بوزريعة أثناء الأشغال، اتخذ القبو شكل أقواس عديدة وحجارة تعود إلى الفترة العثمانية.
يعتبر قبو خير الدين مهدا لقيام البحرية الجزائرية في الفترة العثمانية في بدايات القرن 15 وأواخر القرن 16، حين قام خير الدين بربروس بعدما حرر حصن «البنيو» بجمع جزيرة «صطيفلا» التي تعد من أكبر الجزر لمدينة الجزائر باليابسة وهو ما شكل الرصيف البحري.
فقد استعمرت مدينة الجزائر من قبل الإسبان في عام 1510 من طرف حملة «بيدرونفاروا»، وتم البناء على الجزيرة حصن «بنيو»، أو الحصن ذو الصخرة، لكن الإسبان كانوا يستغلون السكان وينهبون ثروات المدينة.
وهنا أقدمت الجزائر على طلب العون من الإخوة بربروس «خير الدين وعروج»، اللذين ذاع صيتهما في البحر الأبيض المتوسط بنصرة المسلمين، وبقدومهما اتخذا من مدينة جيجل كميناء وقاعدة أولية لهما لتحرير الجزائر، وبعد عدة محاولات توفي عروج في معركة ضد الاسبان بنواحي تلمسان، وحالف الحظ خير الدين بربروس لتحرير حصن «البنيو» عام 1529 وكان أول ما قام به خير الدين تهديم الحصن، وبالحجارة تلك قام ببناء الأقبية.
أنشئت الأقبية من قبل علي باشا عام 1814 بحسب الكتابة التأسيسية التي تتواجد بأمرالية الجزائر، لكن لو نشاهد تقنيات البناء ومراحله سنجد أن هذه المنشأة أنشئت قبل التاريخ المذكور، ومن الأجدر معرفة أن أميرالية الجزائر واجهت عدة حملات منها حملة «اكسمورث» التي أدت إلى تهديم الجهة الشرقية للميناء مما أدى إلى تهدم كل المنشآت والتي تم إعادة بنائها في عهد الداي حسين، ومنه نستنج أن الكتابة التأسيسية احتمال كبير ألا تكون دقيقة.
وتم استغلال هذا القبو في العهد العثماني، وأطلق عليه عدة تسميات منها مخازن أقباء خير الدين بربروس، أو أقباء رصيف خير الدين بربروس، ولهذه التسميات معنى وأسباب.
وفي عهد الاحتلال الفرنسي تحولت الأقباء في جهتها الشمالية إلى سجون حيث يقال أنه جمع 2000 أسير، ومن الجهة الجنوبية تحولت إلى مخبزة لتزويد الجهات الفرنسية بالمؤونة، ومن الشواهد على ذلك أربعة أفران وحاملة الخبز ومعجنة توجد بالأقباء، ومن أهم الإضافات التي أضيفت لهذه الأقباء إضافة النوافذ في الفترة الفرنسية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024