من أجود وأحلى أنواع العنب

«الموسكا» الأصفر بتمنغست.. للمذاق عنوان واحد

تمنراست: محمد الصالح بن حود

 

 

 

يعدّ العنب بدون بذور، أو ما يصطلح على تسميته عند سكان المنطقة بـ»الموسكا» من أشهر الفواكه التي تمتاز بها ولاية تمنغست في فصل الصيف، ما يجعله يتربّع على عرش الفواكه الأكثر طلبا من بين مختلف الفواكه الأخرى، حيث يعرف إقبالا عليه من الصغير قبل الكبير، وسط الإجماع على ذوقه الخاص وتفرده عن باقي أصناف العنب الأخرى، سواء المحلية منها أو حتى المستوردة من الولايات الأخرى، الأمر الذي يؤكد مكانة «صون بيبا» باسمها المترجم من اللغة الأجنبية، والذي يحلو للسكان تسميته.
تعرف فاكهة عنب «الموسكا» أو عنب «السلطانين» بالمصطلح العلمي أو عنب «المائدة» إقبالا كبيرا من طرف المواطنين بولاية تمنغست، وحتى الزوار من الولايات الأخرى، والتجار الذين غالبا ما يصدرونه لمختلف الولايات، وهذا رغم ثمنه الذي يترواح ما بين 160 دج و300 دج، إلا أنّ ذلك لم يمنع المواطنين مع نهاية شهر جويلية وبداية شهر أوت من الإستمتاع بأكل «الموسكا» تاركين الفواكه الأخرى إلا في حالة الضرورة وعدم تواجد الموسكا، فلا تكاد تخلو مائدة أو قعدة «هقارية» صيفية منه.

«غرسة» الموسكا منذ 1975
يعتبر القائمون على قطاع الفلاحة بعاصمة الأهقار، سنة 1975 كتاريخ أول غرسة للعنب بالمنطقة، وهذا في مناطق محددة من الولاية، أين تتميز كل (إدلس، تازروك، إندلاق) عن غيرها، بجمالها الطبيعي الخلاب يبهر زائرها، زادها جمالا وتميزا طابعها الفلاحي وتخصصها بإمتياز في إنتاج «الموسكا» أحد أجود أنواع العنب، الذي يسحر كل من يتذوقه بطعمه الرائع، ولونه الأصفر المتفرّد.
تشير الأرقام والإحصائيات أن عنب السلطانين تشغل غرسته حوالي 148.5 هكتار من المساحة الزراعية للولاية وهذا خلال سنة2020، ما مكن من إنتاج 7762.5 قنطار.

التسويق.. حجر عثرة
استغل الفلاحون والمستثمرون بولاية تمنغست، على هامش الاحتفال بالطبعة الأولى لعيد العنب الهقار 2021، بساحة دار الثقافة لطرح جملة من المشاكل التقنية والإدارية، وعلى رأسها مشكل التسويق وانعدام سوق جملة للعنب، بالإضافة إلى ما يعترض مستثمري شعبة العنب في المناطق المخصّصة له، من نقل وتدهور الطريق وغيرها.
في هذا الصدد، أكد أحد الفلاحين المتخصصين في زراعة العنب ب- رمضان من بلدية أدلس في حديثه لـ»الشعب»، أن هذه الأخيرة تملك أراضي خصبة لزراعة العنب أين تسجل زراعة عنب «بدون بذرة» بالمنطقة نتائج مشجعة منذ سنين رغم الظروف الطبيعية الصحراوية القاسية والمعيقات الأخرى، ما فتئت المساحة المخصّصة لزراعة عنب المائدة بدون بذرة تعرف اتساعا بفضل الإقبال الكبير للفلاحين بالبلدية على ممارسة هذه الشعبة.
بيدا أن فلاحي هذه الشعبة، يواجهون مشاكل بدءا من تسويق المنتوج في الولاية، إذ يجد الفلاح صعوبات جمة في إيجاد سوق ملائم لعرض منتوجاته بسبب غياب الأسواق، وصولا إلى التسويق الخارجي، مما يجعل الفلاح ضحية السماسرة الذين يقومون بشراء منتوج العنب بأثمان زهيدة، وإعادة تسويقه بأثمان خيالية وباهظة للسكان، ناهيك عن مشكل غياب الأسمدة بالمنطقة.
في نفس السياق، أضاف فلاح آخر من بلدية تازروك، أن المنطقة هي الأخرى تعرف انتعاش في الفلاحة بحكم موقعها الاستراتيجي وعلوها على سطح البحر بمقدار يقدر بـ 1900 م، الشيء الذي جعلها تتميز بمناخ ملائم لإنتاج بعض المنتوجات وبجودة عالية مثل (التفاح، الأجاص، الخوخ والعنب) بجميع أنواعه، إلا العديد من المشاكل تعترضها مثل البرد والجفاف الذي يضرب المنطقة، على غرار هذا الموسم الذي يعتبر من أقحط المواسم بسبب تراجع منسوب مياه الآبار، في ظلّ عدم هطول الأمطار وجريان الأودية لأن المياه بالمنطقة مياه سطحية.
يضيف المتحدث في نفس السياق، أن مشكل تسويق المنتوجات لمقر الولاية، يفرض نفسه على الفلاحين، أين تصل في حالة يرثى لها بسبب اهتراء الطريق الرابط بين بلدية تاظروك وصولا للتفرع بالطريق الوطني رقم 01 بمنطقة عين أمقل، الأمر الذي يتطلب ـ حسبه - تدخل المسؤولين لزيادة الدعم الفلاحي وإصلاح الطريق، والرفع من قدرات التخزين، من خلال إنشاء غرف للتبريد وعرض قروض من دون فوائد على المستثمرين لاستحداثها، خاصة بكل من بلديتي إدلس وتاظروك، الأمر الذي من شأنه أن يطوّر شعبة الموسكا ويجعلها تشقّ طريقها بقوة نحو الوطنية ولما لا العالمية.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024