بوهارون وُجهتهم المفضلة

فسيفساء ثروات بحرية يعرضها ميناء «تشيفالو»

روائح السمك المشوي تعيد مرتاديه إلى زمن ما قبل كورونا

على معزوفة تمازج الاخضرار وأصوات المـوج المعطر، تبهرك تلك اللوحة الفنية الرائعة الحالمة لمدينة تعانــق في حميمية نادرة روائـــع السحر اللامتناهي مع الجمال السرمدي، في تشكيلة لن تجدها في غيرها من المدن، هي مدينة تيبازة إحدى الولايات الجزائرية الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، والواقعة غرب الجزائر العاصمة، هذه الولاية جمعت بين زرقة البحر واخضرار الطبيعة وكذا الكثير من المعالم الأثرية الملامسة للبحر تعود إلى العهد الروماني القديم.

 مقصد عشاق السمك
القاصد لبلدية بوهارون بتيبازة لا يستطيع التنازل عن زيارة مينائها المشهور والتمتع بأطباقه المتنوعة من الأسماك التي تشتهر بها المنطقة، فسيفساء شهية لثروة سمكية تستقطب الزائرين من مختلف المناطق خاصة أولئك الذين يفضلون قضاء يوميات الصيف الحارة على نسيم هذا الميناء الذي تجلبك إليه رائحة السمك والبحر، التي تمتزج فيها الذكريات والحنين إلى الماضي خاصة بالنسبة الذين للمشتاقين لهذه الأماكن كثيرا.
كانت الساعة تشير إلى منتصف النهار حين ولوجنا الميناء، حراسة مشدّدة، لتأمين قاصدي هذا المكان الجميل، رائحة السمك تعبق كل المنطقة لتزيد من اشتهاء تناوله خاصة المشوي منه، فتجد أنواع كثيرة من الأسماك، فمنها الجمبري، «الميرلون»، كلب البحر، «سمك سلطان داوود»، السردين وكل ما تشتهيه من أكلات بحرية، لم تثني الموجة الثالثة من وباء فيروس كورونا مرتاديه من الجلوس على حافة البحر للاستمتاع بسويعات هاربة من الزمن.
مطاعم اصطفت على طول الميناء تحاول استقطاب الزبائن من خلال إظهار ما يملكونه من ثروة سمكية وأطباق شهية لا تجدها سوى في المطاعم العالمية، حيث يعد ميناء بوهارون ثاني ميناء في الجزائر من حيث إنتاج السمك على المستوى الوطني بعد ميناء «بني صاف»، استطاع الإبقاء على زبائنه رغم تدابير الحجر المنزلي.
اقتربنا من أحد أصحاب مطاعم الميناء وهو «الحاج مصطفى» يعمل صيادا بالميناء منذ أكثر من 20 سنة ذكر لنا أن البحر بالنسبة له الملجأ الوحيد والأروع، كما أنه مكان لالتقاء الأصدقاء والأحباب، وأضاف أن السردين أصبح مصدر رزق التجار الصغار وعشرات العائلات في هذا الميناء الذي يعتبر العصب الحيوي لسكان المنطقة.
فهناك حركة دؤوبة ونشاط كبير وشبان يعملون بجد يقومون بسحب الشبكة التي استعلمت ليلا في صيد السردين ويتلقون الأوامر من القائد بأن يسحبوا الشباك جيدا حتى لا تتمزق الخيوط، لتفادي الخروج بأيدي خالية الوفاض.

 اصطياد السمك ليقدم وجبة طازجة
كانت العائلات التي تقصد هذا الميناء يقول «الحاج مصطفى» تأتي ليلا ونهارا للاستمتاع بالأكلات المتنوعة من السمك، لكن بسبب الحجر المنزلي المفروض بسبب الازمة الصحية أصبحت العائلات تفضل تناول السمك بعد الزوال أو بوقت قصير قبل الثامنة مساء وقت بداية الحجر المنزلي، حيث تطلب وجبات محمولة بسبب تدابير الحجر المنزلي، مضيفا «نعمل نحن أصحاب المطاعم لاختيار أنسب الطرق من أجل راحة الزبون، فنقوم بشي الأسماك على الهواء وعلى مرأى من الزبون لاكتساب نوع من الثقة للأكلات المقدمة له، بالإضافة إلى الحفاظ على نظافة المكان بالرغم من الروائح التي تخلفها بعض الأنواع من السمك كالسردين والذي يأتي معظم الزبائن لتناوله، خصيصا للدقة المميزة التي تعتمد في طهيه، وبالرغم من ارتفاع أسعار مختلف أنواع السمك، إلا أن محبيه مازالوا يواظبون على تناوله.»
من جانب آخر، أكدت عائلة جاءت للاقتناء وجبة محمولة من السمك بميناء بوهارون رفقة ابنها الذي جاء خصّيصا لقضاء عطلة الصيف رفقة الأهل بعد اكثر من سنتين من الغياب بسبب الوباء، أن بوهارون هو المكان المفضل لابنها المغترب باعتبار أن تناول السمك طازجا سمة المكان، بالإضافة إلى قضاء يوم استثنائي مع العائلة في هذا الجو الممتع بالرغم من تدهور المكان في الآونة الأخيرة والذي أصبح يشكو من غياب الصيانة، إضافة إلى الرمي العشوائي والفوضوي لمختلف الفضلات كمخلفات الأسماك من طرف الصيادين، لتنبعث الروائح التي لا تقاوم من البحر الذي هو في الأصل مصدر راحة لا العكس، حتى أصبح مرتادوه خاصة للمطاعم المحاذية له، ينفرون من انبعاث الروائح الكريهة التي تزداد يوما بعد يوم».

 بوهارون .. ميناء رائد
اعتبر «بلال.ع» والذي جاء رفقة زوجته لتناول السمك المشوي خاصة على جنبات الميناء وأنه لم يمر أسبوعا من زواجهما، أن هذا المكان فقد ميزته بعد التدهور الشديد الذي لحق به ليصبح ميناء بوهارون بالرغم من الأهمية المعتبرة التي يكتسيها، إلا أن الاكتفاء بتشغيل عمال نظافة تنحصر مهمتهم في تنظيف مخلفات الأسماك على الأرضية وترك الفضلات تطفو على السطح، لا يكفي للقضاء على الإهمال الذي طال الميناء بالرغم من أنه يعد الوجهة المفضلة للعديد من العائلات سواء في موسم الصيف أو الشتاء».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024