غابة بارك بجيجل

عنوان كبـير للــســـياحة الـبــيـئيــة

ديكور طبيعي بعيدا عن سطوة الاسمنت

غابة بارك، عنوان كبير للسياحة البيئية في ولاية جيجل، ودعما حقيقيا للحظيرة السياحية البيئية والإيكولوجية، هو المشروع الذي أُنجز في الناحية الغربية لمدينة جيجل، بمنطقة كيسير، بالمحاذاة مع السد المترامي الأطراف، تقابله من بعيد حديقة الحيوانات والتسلية، ومن الناحية الغربية مياه البحر الزرقاء على امتداد البصر، فيصنع هذا المشهد لوحة فنية فريدة من نوعها، تفاصيلها عناصر طبيعية خالصة، يجدها زائر المنطقة في حالة تزاحم وتنافس لكسب إعجابه ووده.

صرح سياحي نموذجي
أنجزت «غابة بارك» على مساحة إجمالية تقدر بـ 40 هكتارا، غطاؤها النباتي يتكون من الأحراش وقليل من أشجار البلوط، جاءت فكرة استغلال المنطقة في إطار السياحة الغابية البيئية بعد إعلان مصالح الغابات لولاية جيجل عن تخصيص 7 مناطق موزعة على بعض بلديات الولاية كغابات راحة واستجمام.
 ويعتبر مشروع «غابة بارك» المشروع النموذجي الوحيد على مستوى الولاية الذي جسّد من أصل سبعة فضاءات، تحتوي «غابة بارك» على نشاطات متنوعة، موزعة على 8 هكتارات فقط، من أصل الأربعين 40 هكتار المبرمجة، ويتوفر هذا الجزء على عدة أماكن للراحة والاستجمام، وألعاب للكبار وأخرى للصغار، ومنها ألعاب مجانية وأخرى بالمقابل.

ديكور من خشب الزان وأحجار
في اليوم الثاني من فتح «غابة بارك» وحتى نتفادى الزحام، قمنا برفقة بعض الأطفال بزيارة هذا المنتزه الجديد، والطواف بين أرجائه، في محاولة لمعرفة مدى تفاعل الأطفال مع مختلف النشاطات التي يتوفر عليها هذا الفضاء الترفيهي والسياحي، ومن جهة أخرى لمعرفة سرّ تهافت المواطنين على هذا المنتجع السياحي الجديد على مستوى ولاية جيجل، فكانت الساعة تقارب الثالثة مساء، أين لاحظنا بداية مغادرة بعض العائلات للمنتزه، لكن؛ وبالمقابل سجلنا توافدا كبيرا على مدخل البارك، وهو ما تسبب لنا في التأخر بعض من الوقت أثناء الدخول وشراء التذاكر، وبعد التأخر في ركن السيارة في الحظيرة، دخلنا «غابة بارك» وسط فرحة وتلهف مرافقينا من الأطفال، وكانت خطتنا زيارة كل الأجنحة، لمعرفة ما يخبؤه هذا الفضاء من مفاجآت.     
بمجرد دخولنا لفت انتباهنا يسارا، بعض المنتجات الحرفية والتقليدية، المعروضة في جناح خاص، وموزعة عبر الخيم البيضاء المصطفة، كما لفت انتباهنا على يمين المدخل جناح خاص بمختلف النباتات، لكن مرافقينا من الأطفال كانوا متلهفين للوصول إلى أماكن اللعب والمرح، فتقدمنا وسط ديكور صنع من الخشب والأحجار، ونحن نتقدم على طريق ترابي تحفه من الجانبين، مجاري مائية وحواف حجرية مصنوعة بإتقان، وكراسي وطاولات مبعثرة مصنوعة من خشب شجرة الزان التي تجلب من مناطق أخرى تحت مراقبة محافظة الغابات.

 نشاطات وألعاب ترفيهية
كلما تقدمنا، تيقنا أن القائمين على الغابة قد حافظوا على عذريتها من الإسمنت والمواد المضرة بهذه الطبيعة، توغلنا نحو العلم الوطني الكبير الحجم، الذي رأيناه من بعيد، وهو يرفرف على سارية قيل لنا أنها بارتفاع 42 مترا، وصلنا إلى المرتفع، وكان اتجاه الأطفال من سارية العلم إلى تلك اللافتة الكبيرة المكتوبة بالخشب «غابة بارك» بهدف التقاط صور تذكارية، أين وجدنا عدة نشاطات ترفيهية، ركوب الخيل، لعبة الزوربيغ، الأرجوحة بعلو 12 مترا، وبعض الألعاب الترفيهية المجانية، والدراجات الهوائية الرباعية.
رغم وجود بعض المهرجين في تلك الناحية، كان تركيز الأطفال منصبا على الناحية الغربية من المنتزه، فعدنا من حيث جئنا، عدنا إلى لعبة القطار، والسيارات، والجارفة، وهو الهدف الذي أراده الأطفال منذ البداية، أين صنعوا بين لعبة وأخرى ألف حكاية وحكاية، تفاصيلها لهفتهم ومغامراتهم الغير محدودة في هذا الفضاء الطبيعي الخلاب.

مشاريع منتظرة
أفصح  صاحب المشروع عبد الهادي عيادي لـ»الشعب»، ان نسبة إنجاز البارك مقدرة بـ 30 بالمائة، باستغلال مساحة 08 هكتار فقط من أرضية المشروع، كما حدثنا عن المرافق الجديدة التي ستضاف لهذا الصرح في القريب، لجعل غابة بارك ملجأ كل فئات المجتمع والعائلات، للراحة والإستجمام ولممارسة مختلف أنواع الرياضات، ومن المشاريع المنتظرة غير المنجزة لحدّ الآن، أكد على التيليفيريك، الذي سيمتد على مسافة حوالي  02 كيلومتر، الذي سيطوف بالزائر بين أرجاء المنتزه وفضاءاته، للتمتع بصور الطبيعة الفاتنة المترامية، منا أشار أن تكلفته تصل إلى حوالي 100 مليار سنتيم.
من التيليفيريك إلى المجمع الذي سيضم عدة ملاعب رياضية، ومضمار للدراجات الهوائية، مسرح في الهواء الطلق، ألعاب الغابة، التزحلق في المنحدرات، تسلق الجبال، أماكن للتخييم بإنجاز 80 من الأكواخ الإفريقية.
تحدث أيضا عن إنشاء مدرسة بيئية، لتعليم الكبار والصغار حول كيفية التعامل مع البيئة بما فيها الطبيعة والحيوانات، إضافة إلى الرغبة في استغلال السد، في إطار بعث الرياضات المائية، ووضع برامج تخصّص للأطفال في فصل الصيف، وتنظيم مسابقات داخل الغابة.

 كورونا أخّرت إنهاء المشروع
رغم صعوبة الظرف الصحي في الوطن والولاية انطلقت عملية تجسيد هذا المشروع على أرض الميدان، خاصة وأن صاحب المشروع اعتمد على التموين الذاتي، وهو ما زاده صعوبة، لكن الإصرار والتفاني والعزيمة كللت جميعها بفتح هذا المنتزه رغم الصعوبات والتحديات، وبفضل جهود كل المرافقين كان المشروع إضافة حقيقية للسياحة في ولاية جيجل، ورغم وجود بعض المرافق كالمطاعم السريعة والأكشاك، ونشاطات أخرى ثقافية وترفيهية مع الساحر، يأمل المستثمر الشاب إلى توسيع كل النشاطات، والأكشاك والمطاعم وخدمات المثلجات بمجرد إضافة مرافق جديدة للبارك.
بعد حوالي ساعتين من الزمن في أجواء البهجة والمتعة، اجتمعنا برفقة الأطفال متسائلين عن آرائهم حول «غابة بارك» والمرافق التي يوفرها، فكانت الإجابة بدون تردد وبالإجماع، الإتفاق على روعة المكان، والمطالبة بالعودة إلى «غابة بارك»، للتمتع بالألعاب التي يوفرها، وللتعرف على أصدقاء جدد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024