الموسم مهدّد بولاية بومرداس

هواجس كورونا تفسد راحة المصطافين

بومرداس: ز/ كمال

أحدثت الأجواء الصحية الاستثنائية غير المستقرة بسبب الانتشار المخيف لفيروس كورونا حالة من الفزع والخوف وسط العائلات التي كانت قد حزمت أمتعتها استعدادا لقضاء عطلة الصيف والاستجمام بمدن بومرداس الساحلية وشواطئها الخلابة، حيث اضطر الكثير من المصطافين والزوار من خارج الولاية الذين قاموا بحجز اقامات لدى الخواص بتغيير الفترة أو حتى إلغائها في انتظار المستجدات القادمة حسب ما رصدته «الشعب» لدى بعض الوكلاء وأصحاب الشقق المفروشة.
                                     
كان الجميع من عائلات، شباب وتلاميذ المدارس يحلمون بقضاء موسم اصطياف مثالي هذه السنة للتعويض عما ضاع من متاع الاستجمام الموسم الماضي، حيث تقلّصت فترة الموسم إلى أقل من شهر بسبب جائحة كورونا الأولى، وقد بدأت الاستعدادات باكرا هذه السنة لاستغلال عطلة الصيف بكل تفاصيلها، بما فيه الشروع في الاستجمام والسباحة بداية شهر جوان قبل الافتتاح الرسمي للموسم، مع دخول أصحاب الفنادق والشقق في سباق ضد الساعة لمواكبة الحدث الاقتصادي الأبرز بولاية بومرداس للتخفيف من وطأة الخسائر، لكن الرياح تجري بما لا يشتهي الجميع، وتعود كورونا بقوة لتحتل جميع الأماكن وتفسد أعراس المواطنين المصدومين من الوضع الصحي.  
بدأت تتضح صورة موسم الاصطياف لهذه السنة الذي أنقضى شهره الثاني دون أن تبرز ملامحه الاقتصادية والسياحية مثلما كان منتظرا، حيث اكتفت العائلات بالتوجّه وباحتشام الى شواطئ البحر هروبا من حالة الحر التي تعرفها الولاية هذه الأيام لكن بنفسية منهزمة بسبب تفشي جائحة كورونا وارتفاع عدد الاصابات، وسيطرة اخبار الموت والعدوى بسبب مرض أحد أفراد العائلة أو الجيران، وهي الوضعية التي احدثت أجواء من الخوف والتردّد في المشاركة في أي تجمعات أو تحركات بلا معنى، وبالتالي تقلصت فكرة التنقل الى مناطق ووجهات سياحية داخلية والاكتفاء بالحد الأدنى من الاستجمام.
هذه الفكرة وهواجس الخوف والتردّد هي نفسها التي تسيطر على الجميع بما فيها العائلات والمصطافين من خارج الولاية الذين سطروا برنامجا خاصا لقضاء عطلة الصيف بولاية بومرداس، وحسب ما رصدته «الشعب» من ردود وطبيعة الزوار الذين يقصدون شواطئ الولاية هذه الايام، فإن أغلبهم قادمون من الولايات المجاورة كتيزي وزو، العاصمة، البويرة، المسيلة، وبعض ولايات الشرق الجزائري كبرج بوعريريج وسطيف الذين يكتفون بتنظيم رحلة استجمام ليوم واحد من الصباح الى المساء والعودة مجددا دون المغامرة بحجز اقامة لفترة زمنية معينة على الأقل بالنسبة للأغلبية الذين يقصدون هذه الأيام شواطئ قورصو، بومرداس، زموري، رأس جنات ودلس.
 كما لاحظت «الشعب» أيضا، أن الكثير من العائلات بدأت تتعامل مع الوضع بحذر شديد بما فيه دراسة كل خطوة متعلقة بطريقة التنقل واختيار الإقامة بعناية، حيث لجأ البعض إلى الاستنجاد بالأقارب للقيام بعملية حجز وكراء شقق لدى الخواص في أماكن غير مكتظة ولا تمثل بؤرة للوباء، وهذا لفترة زمنية قصيرة خاصة في ظل انتشار أخبار الإصابات والاشاعات التي تسيطر على ذهنية المواطنين هذه الأيام نتيجة حالة التشبع التي تعرفها المستشفيات ونقص مادة الاوكسجين، وكلها عوامل تحوّلت إلى كوابيس أفسدت عطلة العائلات غير المرتاحة نفسيا في إقامتها الجديدة وعلى أفراد عائلتها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024